أحدث الأخبار
  • 02:10 . خبراء أمريكيون ينتظرون بيانات حول مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيران النووية... المزيد
  • 02:09 . مصادر: الحوثيون يحتجزون ستة من طاقم السفينة اليونانية التي تعرضت لهجوم بالبحر الأحمر... المزيد
  • 02:09 . بعد عملية خان يونس ومجزرة جباليا.. إعلام عبري يتحدث عن "حدث أمني" جديد شمالي غزة... المزيد
  • 02:07 . سلطان بن أحمد القاسمي يوجه بتخصيص منح دراسية لأوائل الثانوية العامة في جامعة الشارقة... المزيد
  • 02:07 . فتح باب الترشّح لجائزة المعلم العالمية أمام المعلمين المتميزين في الدولة... المزيد
  • 11:58 . إعلام عبري: "إسرائيل" تحرض أمريكا على استئناف ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن... المزيد
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . ضمن تحقيقات الفساد في تركيا .. اعتقال رئيس بلدية "سيلي" التابع للمعارضة... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد

الحادية عشرة مساء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

كانت الساعة قد شارفت على الحادية عشرة مساء، وكان المطعم الذي جلست فيه مع صديقتي غاصاً بالزبائن من كل الجنسيات، كان المركز التجاري بالأحرى مشتعلاً بالحركة وآلاف المتسوقين والمتسوقات.. على طاولة قريبة منا، جلست مجموعة من الفتيات الصغيرات لا تتجاوز أكبرهن ربيعها الثالث عشر، أنفقن على العشاء ببذخ ظاهر، وتضاحكن كثيراً كعادة من هن في مثل أعمارهن، وحين انسللن خارجات صاحت إحداهن كمن تذكرت أمراً خطيراً «يااه الساعة 11 لقد تأخرنا»، ثم تراكضن خارجات!
ما وجدته غير طبيعي بالنسبة لمجتمع محافظ كمجتمعنا أن تترك الأسر الإماراتية بناتها في هذا العمر الخطر خارج المنزل حتى منتصف الليل تقريباً، كيف؟ ولماذا؟ وأين الآباء والأمهات؟ ومع من أتين للمركز وسيعاودن الرجوع للبيت؟ وكيف يتقبل أب أو أم أن يفتحا الباب لصغيرة في هذا العمر تعود متأخرة للمنزل؟ هذا على اعتبار أن هناك أماً وأباً موجودين أساساً، وأن هؤلاء الصغيرات يقمن ضمن أطر أسر بالمعنى الحقيقي للأسرة؟ وبعيداً عن التزمت والرجعية والمحافظة، فهناك أمور أخرى تدخل في صميم الأمن والسلامة والسمعة والصحة وكثير من حقوق الحفاظ على الأطفال الذين يتعرضون لاعتداءات ومضايقات من قبل الكبار حين تنعدم واقيات الحماية والأمان التي يوفرها وجود الأسرة أو أحد الأبوين بصحبة الصغار.

حين ذكرت الحكاية لأحد الشباب ممن يعتقد أنه من المتحضرين والحداثيين، قال بداية إن أمور العيب وعدم خروج الفتيات الصغيرات بمفردهن قد أصبح من معايير الماضي، مجتمعنا لم يعد محافظاً بالمعنى الذي كان سائداً قبل عشرين عاماً، نحن نعيش جو انفتاح وتقدم! ولم أفهم ما علاقة التمدن والانفتاح بعدم الحفاظ على الأطفال، أظننا نتفق على أن الحفاظ على الأطفال وإقرار حقوقهم ضمن اتفاقات دولية، من معايير التحضر والتقدم في العالم، وأن الأم المتقدمة فقط هي التي تحمي وتقر حقوق الأطفال والطفولة وليس العكس، ثم إنه حتى في الدول الغربية من النادر أن تجد صغيرات يسهرن في المطاعم حتى منتصف الليل، فما بالنا بدولة عربية محافظة!

لتفسير ظاهرة الشباب الصغار الذين يفدون على المراكز التجارية بثياب غريبة وقصات شعر مثيرة متشبهين بالفتيات، وكذلك ظاهرة الفتيات الصغييرات اللواتي يبقين حتى ساعة متأخرة هناك، فإن أقرب التفاسير هو أن عائلاتهم لا تجد في هذه السلوكيات أي غضاضة، أو أن عائلاتهم لا علم لها بما يفعلونه خارج المنزل، وأن هناك ثغرات يتسلل منها الانحراف إلى سلوك هؤلاء سببها الرئيس انعدام رقابة الأهل وثقتهم الزائدة في الصغار، فتجمع الصغيرات في منزل إحدى الصديقات يعتبر أحد المداخل للتفلت والذهاب يميناً وشمالاً دون علم الأسرة، تفكك العائلة ووجود الأبوين كل في طريق ونشأة الصغار مع الجد أو الجدة مدخل آخر، السفر بمفردهن بصحبة الخالة أو أحد المعارف و..... إلخ، هناك عوامل وظروف لا يلقي لها الوالدان بالاً، لكنها تدمر الصغار وتعرضهم للكثير من الانحرافات.

التربية أمر عظيم جداً، والقضية ليست في الانغلاق والتضييق على الصغار أو الشباب، لكنها في تربيتهم بشكل صحيح وصحي بعيداً عن التجاوز والكذب، وبعيد عن تعريضهم لعمليات اعتداء وعلاقات مشبوهة، القضية أن من أخطر حقوق الطفل على والديه شرعاً وقانوناً وحضارة أن يحسن تربيته وإعداده للغد بشكل متوازن وصحي وأخلاقي لا أكثر ولا أقل حتى لا نظل نردد مفاهيم معكوسة للحرية والانفتاح والتحضر.