أحدث الأخبار
  • 09:31 . تعطل آلاف الرحلات الجوية بسبب عاصفة في أمريكا... المزيد
  • 09:04 . مصر: أمن البحر الأحمر مرهون بإرادة الدول المشاطئة فقط... المزيد
  • 07:13 . ليفربول يتخطى أكرينجتون برباعية في كأس الاتحاد الإنجليزي... المزيد
  • 06:42 . انطلاق "قمة المليار متابع 2025" في دبي... المزيد
  • 12:12 . أمطار غزيرة في مكة وتحذيرات من تدني الروية في معظم دول الخليج... المزيد
  • 12:07 . بايدن: العقوبات الجديدة على روسيا قد ترفع أسعار الغاز بشكل طفيف... المزيد
  • 11:39 . "التربية" تحدد 12مهارة مهنية لاختيار مقيّمي الجودة في المدارس... المزيد
  • 11:37 . "المالية": توسيع آلية الاحتساب العكسي ليشمل المعادن الثمينة والأحجار الكريمة... المزيد
  • 11:06 . احترس.. الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تؤذي الجهاز التناسلي وتزيد خطر سرطان القولون والرئة... المزيد
  • 11:06 . النفط يقفز 3% عقب عقوبات أمريكية على قطاع النفط الروسي... المزيد
  • 11:05 . قائد الثوري الإيراني يزور قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمت بضرب "إسرائيل"... المزيد
  • 11:03 . مادورو يؤدي اليمين رئيسا لفنزويلا لولاية ثالثة.. ووأمريكا والمعارضة تندد... المزيد
  • 10:44 . زلزال بقوة 5.5 درجات يهز إثيوبيا وسط سلسلة هزات متكررة... المزيد
  • 11:44 . "التربية" تستقبل طلبات مراجعة درجات الطلبة خلال الفترة 10-14 يناير... المزيد
  • 11:42 . بعد فوزه على العين.. شباب الأهلي يعتلي صدارة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:17 . "وول ستريت جورنال": دول خليجية تسارع الخطى لمنافسة تركيا على النفوذ في سوريا... المزيد

فوقية الكاتب.. والقارئ

الكـاتب : السعد المنهالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

الفوقية: نزعة شخصية تجعل صاحبها يعامل الآخرين بدونية، انطلاقا من إحساس يتملكه بالتميز والعلو. يخلط البعض بين صفة الغرور وبين الفوقية؛ في رأيي أن الغرور لا يأتي عارضا، فلا يصيب الغرور أحداً في حالة ثم يأتي في غيرها ويكون متواضعاً، الغرور آفة تصيب صاحبها في كل سلوكه وعلى كل المستويات وباستمرار. أما الفوقية وهي آفة كذلك، ولكنها تأتي أحداً وقد اقتنع وشهد له محيطه أنه يمتلك ما يجعله فريدا، وحتى الآن الأمر منطقي فمن تميز في أمر ما يستحق أن يُشهد له ويُحتفى به كونه فريدا، أما ما هو غير الطبيعي، أن يتعالى هذا المتميز على غيره ممن لا يملكون موهبة مثله، فيعاملهم بفوقية وينظر إليهم على أنهم دونه.

في الكتابة أو لنقل عالم الكتابة بين المتلقي والكاتب، يحدث أحيانا إعصار من الفوقية بين الطرفين في صمت تام.. رغم تداعي الحقيقة! خلال أسبوع واحد حدثت هاتان الحالتان المتناقضتان رغم ارتباطهما العضوي الشديد؛ في الأولى: ظهرت الحالة في الفوقية التي أبداها كاتب معروف أثناء تقديمه لبعض التوجيهات في فن الكتابة لمجموعة من المبتدئين أو لنقل الكتّاب الجدد، فبجانب استخفافه بمواهبهم أبدى تعاليا وتكبرا في تقديم ما يمكن أن يفيدهم. الحقيقة أن هذا المشهد يتكرر كثيراً ولكن في الكتابة، إذ يبدي الكاتب نوعا من التعالي على قرائه، فتظهر اللغة الفوقية واضحة وجلية في ثنايا سطوره، أو في رده على نقّاده أو في تفسيره لاستفسارات جمهوره حول أي من أعماله!

ذاك ما يخص فوقية الكاتب، أما عن فوقية القارئئ فتلك قصة أخرى وحقيقة لم أكتشفها إلا مؤخرا، إذ يلجأ الكثير من القراء إلى معاقبة الكاتب عندما لا يناسبهم ما ذكره سواء لأنه استخدم لغة لم يفهموها أو لأنه خالفهم في فكرة، فيقومون بالإشاحة عنه بل إهماله تماما. وتلك فوقية أخرى يمارسها القارئ ضمنياً في سلوكه الثقافي، وهو هنا يضع صدات في مناخات التلقي الخاصة به تستمر إلى أبعد من نقطة الخلاف السابقة، فتنقلب العلاقة من اختلاف إلى عدم رؤية كاملة للآخر بكل منتجه. في رأيي أن حالتيْ الفوقية هاتين تشكلان مشكلة حقيقية يشهدها الواقع الثقافي، وسواء كان الطرف الأول كاتباً أو أديباً أو مفكراً عليه أن يعي جيدا أن حق الفوقية ليس حكرا عليه، فالآخر كذلك قادر على استخدامه ضده بطريقة تُلغي وجوده.