تألقت الدبلوماسية الإماراتية نتاج عمل رائع في العلاقات الدولية، منذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة مجلس الوزراء، وأضاف سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زخما مكملاً عبر الزيارات والتواصل الدولي على المستوى الرفيع.

وأما في الدبلوماسية الدولية النشطة على مدار العام وفي القارات السبع، فقد تولاها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية. إنها منهجية متناسقة وفريدة، وضعت دولة الإمارات على خارطة الدبلوماسية العالمية كلاعب فاعل ومسؤول. وسنتطرق هنا لبعض الكتابات لتعطينا رؤية عامة عن الدبلوماسية، وكيفية تطبيقاتها من المنظور الإماراتي.

-1 شخصية الدبلوماسي: شخص ذكي يجيد التعامل مع المعطيات والآخرين، ولا يسيء لمشاعر الغير، ويتصف بأسلوب حوار راقٍ وذكي، يستطيع من خلاله حل الخلافات وإخراج نفسه من الأزمات بسهوله.

-2 الدبلوماسية: عند إرنست ساتو «هي استعمال الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات الرسمية بين حكومات الدول المستقلة»، وهي علم وفن أ- علم لما تتطلبه من دراسة عميقه للعلاقات القائمة بين الدول، ب- وهي فن لأنه يرتكز على مواهب خاصة عمادها اللباقة والفراسة وقوة الملاحظة.

-3 مفهوم الدبلوماسية: للدبلوماسية تعريفات ومفاهيم مختلفة، ومفهوم «الدبلوماسية التحويلية» Transformational Diplomacy الذي أطلقته الدكتورة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، يعتبر أن دبلوماسية القرن الـ21 تأتي في أشكال مختلفة، منها الرسمية (تمثل الدولة في إدارة شؤونها الخارجية)، والدبلوماسية الإلكترونية لتغذية المحيط الإلكتروني بما يتماشى مع مصالح الدولة، وهناك الدبلوماسية الانفتاحية التي تعطي الجانب الاقتصادي ثقلاً أكبر، واستخدام المعونات الخارجية.

-4 قوة الدبلوماسيه: هناك ارتباط طردي بين قوة الدبلوماسية وقوة الدولة، فكلما زادت قوة الدبلوماسية زادت قوة الدولة والعكس صحيح، ذلك أن أي تسارع في القوة لأي جانب يزيد القوة الكلية للدولة.

وهنا يبرز دور الإعلام في نشر نتائج وجهود الدولة من زيارات رسمية ومساعدات خارجية (مؤسسة الشيخ خليفه الإنسانية والهلال الأحمر..)، وبرامج النفع العام الدولي (كسوة مليون طفل ودبي للعطاء..)، والمؤتمرات والمعارض والجوائز الدولية والمهرجانات وإكسبو 2020.

إن دولة الإمارات سباقة في هذا الجانب الذي أعطى الدولة صيتا عالميا، وله أهميته الخاصة حيث تسارعه مستمر ومتميز. ويمد االجانب لاقتصادي المزيد من القوة للدبلوماسية، ويعطي لكلمة الدولة وزنا في المحافل الإقليمية والدولية.

واقتصاديا أثبتت دولة الإمارات مقدرتها في رفع الناتج الوطني غير النفطي إلى %75، مما يؤكد مقدرتها في إضافة قطاعات اقتصادية جديدة، وهذه الانطلاقة مستمرة إلى الأعلى يعززها الاستثمار القوي والمستمر في البنية التحتية.

ويصب كل من الجانبين الرمزي والاقتصادي في قوة الدبلوماسية، والتي بحد ذاتها قدمت إنجازات رائعة ومتميزة وضعت الدولة ومصالحا على الساحة الدولية، ومن أجمل إنجازاتها جذب مؤسسة «أريانا» التابعة للأمم المتحدة، ليكون مقرها في الإمارات، وكذلك المجهودات التي أدت إلى استضافة إكسبو 2020.

إننا في إقليم مضطرب والرؤية فيه ضبابية، ما يتطلب تفعيلا واعيا ومبتكرا للدبلوماسية التحويلية، لتقوم بتحويل سياسات الدول والمنظمات الدولية غير الحكومية المؤثرة إقليمياً، لتكون إلى جانب المصالح القومية للدولة

. إن تفعيل الدبلوماسية التحويلية موضوع متراكب ومتداخل مع أهداف الأمن القومي، ويتطلب العمل الشاق والدؤوب لتحقيق الأهداف المرجوة. وهكذا تبنى قوة الدولة بشكل تراكمي ونشط، وليس بين ليلة وضحاها، وهكذا كسرت الإمارات الجدران وحطمت الحواجز، وارتقت بنفسها وشعبها إلى العُلا..