أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

رسالة مسيرة العودة: إسرائيل تواصل سرقة الأرض

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 02-04-2018

لم يعد العقل الإجرامي الإسرائيلي يتحمّل سماع كلمة «الأرض»، فهي تذكّره بما سلبه. فقد اعتقد أنه فرض النسيان على الفلسطينيين وراح يتصرّف على أن قضيتهم باتت قيد الشطب والتصفية، لمجرّد أن سياستي الولايات المتحدة وإسرائيل تتماهيان حالياً إلى حدّ فاق أي فترة سابقة، وكذلك لأن التهاون والعجز العربيين بلغا قاعاً لا قاع له. هذا شعب متروك وحده ويُدفع دفعاً إلى اليأس النهائي، فحتى الاحتجاج السلمي غير متاح له، لكن مسموح لقوات الاحتلال أن تنشر قنّاصتها لتجعل التظاهرات حقولاً للقتل بالرصاص الحيّ، وأن تقصف طائراتها المسيّرة المتظاهرين بالغاز وقد تُحمَّلها قريباً قذائف للقتل العاري.
لم يذهب الفلسطينيون إلى مسيرة العودة الكبرى ليموتوا مجاناً أو ينتحروا، بل ليجدّدوا تصميمهم على الدفاع عن حقوقهم. ولم يذهب الغزّيون إلى مغامرات متهوّرة غير مجدية، بل يريدون تسليط الضوء على القدس وتأكيد حق العودة والإصرار على كسر الحصار المفروض على القطاع منذ اثني عشر عاماً. تزامن «يوم الأرض» وذكرى النكبة والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها واستمرار البحث في «صفقة القرن»، ثم تعديلها ومواصلة تعديلها إلى ما لا نهاية.. كل ذلك هل يمكن أن يثير شيئاً آخر غير الغضب. «يوم الأرض» شهادةٌ على أن الأرض لا تزال تُسرق علناً. وذكرى النكبة تذكير للعالم بأن ثمة ظلماً يرتكب باسمه منذ سبعين عاماً وأكثر. والاعتراف بالقدس ونقل السفارة إليها مشاركة أميركية في جرائم الاحتلال ومحاولة لشرعنتها بالقوة. أما «صفقة القرن» فليست سوى مشروع لمكافأة الاحتلال بتثبيته وتكريم إسرائيل على بقائها عصابة، وعدم تحوّلها إلى دولة.
بلغت الوقاحة أن تبادر سلطة الاحتلال إلى إبلاغ مسبق للأمم المتحدة بأنها ستقتل المتظاهرين حتى لو كانوا عزّلاً، لأنها تعتبر احتجاجهم هجوماً على «حدودها». هم يطالبون بإنهاء العدوان المتواصل عليهم وتنفيذ القوانين الدولية المعترفة بحقوقهم، وإسرائيل تطالب بالاعتراف بـ «شرعية» انتهاكها تلك القوانين طوال العقود الماضية. هذه هي الحال الشاذة بل المعضلة التي كانت في أساس كل مآسي المنطقة العربية، لأن المجتمع الدولي بصفقاته ومقايضاته صنع قانوناً غير مكتوب يشرّع غلبة القوة على الحق. ولم يتعايش هذا «القانون» مع الجرائم الإسرائيلية التي دأبت أميركا على تغطيتها، بل ساهم عملياً في تبرير السياسات التي اتّبعتها الأنظمة العربية لتحصين قمعها لشعوبها. ومع ذلك، كلّما ازدادت إسرائيل قوةً ووحشيةً كلّما اكتشفت أن سكوت المجتمع الدولي لا يوفّر لها أي نوع من الأمان، وأن المشروعية التي تتطلّع إليها لا يمكن أن تتحقّق إلا بسلام حقيقي مع الفلسطينيين.
لذلك فإن أي صرخة فلسطينية ضد الاحتلال تذكّر إسرائيل بأن الأوهام التي نسجتها وأحاطتها بترسانات من أكثر الأسلحة تطوّراً لا تصمد أمام حقيقة أنها فشلت في «كيّ الوعي» الفلسطيني، فهذا الشعب لم ينس ولن ينسى. ففي «مسيرة العودة» الحالية انكشف الخوف الوجودي العميق للعدو بلجوئه إلى القوة العمياء، وفي المقابل أوضح الشعب الفلسطيني تمسكه ببوصلة المصلحة الوطنية مترفعاً عن الانقسامات وتعثّرات «المصالحة»، وفاضحاً هزال طموحات أطراف الانقسام وتكتيكاتها طالما أنها تبتعد بهم عن مشروع وطني جامع. لا بدّ لهذا الحراك السلمي أن ينجح حتى يمكن البناء عليه وتطويره، ذاك أن عجز المجتمع الدولي عن تأمين حماية للشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقود هذا الشعب إلى قبول الاحتلال كأمر واقع دائم.