أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

هنا القاهرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2019

هنا القاهرة - البيان

وها أنا أعود مجدداً لزيارة القاهرة، أشتاق إلى طقسها وأجوائها، ولهجة أهلها، ومساحات التباين فيها، أشتاق إلى المشي في شوارعها الخلفية وأنا أتأمل بقايا عهود وحقب، قصور ومدارس ومساجد وطرقات عبرها ملوك وقادة وجيوش وعلماء ونبلاء وأدباء ومغنون ومهرجون، مدينة لا تُمَل ولا يكفيها الوقت لتراها .

كما يجب، فإن أردت أن تراها لتعرفها حقاً، فاستحضر قلبك أولاً، ثم اصحب معك في سيرك ذاك أحد أبنائها العارفين بخفاياها وخباياها وأسرارها، وبعدها انطلق، وإلا فإنك ستسير فيها كأي سائح جاء يلتقط صوراً ليقول: ذهبت ذات يوم إلى القاهرة، وهنا يكفيك أن تشاهد فيلماً عنها على «اليوتيوب»، وتشتري صوراً تذكارية من المتحف الوطني!

القاهرة.. فسيفساء التاريخ وعجائب الحضارة وتناقضات الإنسان.. مئات المساجد والكنائس، العشوائيات وبقايا قصور باشوات وأمراء تواروا في الزمن، الأحياء القديمة ومدن الحداثة اللامعة، المزارات والقلاع والموالد، الشوارع التي تستظل بأسماء السلاطين والمماليك، وبينما محمد علي باشا الألباني، الذي أسس الدولة الحديثة في مصر، يمتطي صهوة جواده وسط القاهرة، متعالياً على كل شيء، تتوارى أسطورة الحسين في مسجده المهيب خلف دموع المتبركين ودعواتهم وتوسلاتهم!

نجيب محفوظ ترن ضحكاته في مقهى الحرافيش وفي مجلسه بفندق «شيبرد» الذي يبدو مهجوراً اليوم، ورمسيس الثاني يحرس محطته وميدانه بخلود الفراعنة المعهود، بينما كليوباترا ملكة تحتفظ برأسها فاتناً عبر القرون، أما السيدة زينب فتحيي مولدها كل عام بحلقات الذكر، ومهرجانات البهجة الملونة، في المقاهي القديمة ينهدُّ التاريخ على المدى، وفي الأسواق الحديثة ينزلق الزمن على زجاجها اللامع، القاهرة حيث في كل خطوة تاريخ، وعلى كل عتبة اسم فرعون أو ملك أو خليفة أو قائد جيوش عظيم!

وحدها مصر جمعت كل أطياف الحضارة والميثولوجيا والسياسة والدين بسلام وأمان طيلة قرون وقرون دون أن يسمع فيها قعقعة حرب أهلية أو عبث صراعات طائفية، فالمصريون متوضئون بالوعي رغم وجود بذور اختلافات يسقيها الخبثاء كل يوم بحرص شديد، وحدهما عشق مصر ووعي التاريخ يحفظان مصر من كل الشرور!