أحدث الأخبار
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد
  • 07:25 . القسام تنعي محمد السنوار وأبو عبيدة وقادة بارزين... المزيد
  • 06:02 . عاجل.. كتائب القسام تعلن استشهاد متحدثها الرسمي "أبو عبيدة"... المزيد
  • 03:08 . عبدالله بن زايد ونظيره الإيراني يستعرضان الأوضاع في المنطقة... المزيد
  • 12:10 . "ديوا": 22 محطة نقل كهرباء جديدة في دبي خلال 2025... المزيد
  • 11:16 . الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة... المزيد
  • 02:16 . حاخام يهودي: قادة أبوظبي سيفتحون الحياة اليهودية في الخليج... المزيد
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد

اقتلوهم فإنهم معتصمون

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 21-05-2019

ماجدة العرامي:اقتلوهم فإنهم معتصمون- مقالات العرب القطرية

مسلّحون ورصاص أهوج، ومعتصمون ممدّدون دون أرواح، وآخرون بالعشرات مثخنون بالجراح، في شوارع الخرطوم. مرّ الاثنين قبل الماضي مروراً دامياً، عُلّقت إثره مفاوضات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، مع اقتراب وصول الطرفين إلى توافق على صلاحيات مؤسسات السلطة الانتقالية، قبل أن تُستأنف لاحقاً.

علت الأصوات المندّدة بالحادثة في ساحات الاعتصام، وتوسعت الاتهامات، وأوفى كيلَها رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان عندما اتهم المحتجين بخرق تفاهم على وقف التصعيد، وزعم «أنهم يعطّلون الحياة في العاصمة ويسدّون الطرق خارج منطقة اعتصام اتفقوا عليها مع الجيش». عن أي عاصمة يتحدث برهان؟ ومن أي عاصمة أتى المعتصمون أساساً؟

برّأ المجلس العسكري الانتقالي نفسه من الاعتداء على الشعب وثورته، مستدركاً الواقعة بإعلانه فتح تحقيق قال إنه «سينتهي بالكشف عمّن يقف وراء الاعتداء على المعتصمين». وآخر يؤكد أن «مندسّين» يقفون وراء الهجوم على المحتجين سعياً «لثورة مضادة»، ذلك عضو المجلس العسكري ياسر العطا، وفق ما جاء عنه في وسائل إعلامية.

لكن رواية «المندسّين المجهولين» تلك لم تدم طويلاً أمام الشهادات الآتية من الطبقة الشعبية؛ فالمهاجمون «كانوا يحملون شعار قوات الدعم السريع شبه العسكرية»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان سودانيين.

التفاصيل ذاتها أكدتها بعد يوم واحد منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، التي نقلت هي الأخرى أن «قوات الدعم السريع هي من أطلقت النار على المعتصمين، بينما وقفت القوات الحكومية الأخرى تتفرج». وكما كان متوقعاً، ردت قوات الدعم السريع على الاتهامات بأن «مجموعات تتربص بالثورة هي من تقف وراء أحداث العنف بعد أن أزعجتها النتائج التي توصّل إليها المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير يوم الاثنين». موضحة في بيان أنها ظلت منذ انطلاق «الثورة المجيدة حريصة كل الحرص على أمن المواطنين».

أيام قليلة على الأخذ والرد، حتى فتح قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو حميدتي الباب على أسئلة عديدة. حميدتي أعلن القبض على «الجناة الذين أطلقوا النار قبل أيام على المعتصمين في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم»، وفي الوقت ذاته دعا إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة بغضّ النظر عمّن ستأتي به، مشدداً على أنه «لن يسمح بشراء السياسيين بأموال من الخارج لتمرير أجنداتهم غير الوطنية»، بحسب ما نقلت «الجزيرة نت». ولكن.. أي انتخابات تصلح لبيئة يسودها الغموض والشك، خاصة أن قوات الدعم السريع رقم مهم في المشهد بعد الإطاحة بنظام البشير؟ والمعروف عن تلك القوات صريحاً أنها تقتات من دعم أبوظبي والرياض معاً؛ ما يجعل عقد الانتخابات أو حتى مجرد نية إجرائها أمراً مستبعداً في الآجال القريبة.

أكثر من ذلك، يعزّز دخول أي قوة حليفة للثنائي الإماراتي السعودية على خط الثورة من فرضية انتكاستها، ويزيد من إمكانية تعقيد الواقع، ويقحمها في نفق الانقسامات التي لا تخدم مصلحة البلد والشعب.

المعتصمون معتصمون عند منتصف الحلم حتى ينقضي، وعلى مشارف المقرات العسكرية حتى تعود مدنية. لا يراهن السودان على منتصف ثورة، ولا يساوم على تقاسم هجين. ولّى البشير، وأشباهه أولى باللحاق به، وسقط مرة، فلـ «يسقط ثاني وثالث» يقول المتظاهرون.