أحدث الأخبار
  • 08:06 . مركز حقوقي: أبوظبي تواصل المحاكمات المتكررة لإسكات الأصوات الحرة... المزيد
  • 07:49 . الكويت تبدأ العمل بطائرات بيرقدار المسيرة التركية... المزيد
  • 11:42 . الإمارات وتركيا تعززان شراكتهما الاستراتيجية بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في أنقرة... المزيد
  • 11:39 . قوات يمنية ممولة من أبوظبي تعلن ضبط شحنة أسلحة ضخمة قادمة من إيران... المزيد
  • 11:36 . قرقاش: التصعيد في سوريا محاولة لتطويع ملامحها ونرفض تحويلها لساحة صراعات... المزيد
  • 11:33 . رفض عربي للعدوان الإسرائيلي على سوريا... المزيد
  • 11:28 . نحو 50 قتيلا وجريحا نتيجة حريق في مركز تجاري بالعراق... المزيد
  • 11:00 . العثور على جثث مدنيين وأمنيين بمشفى السويداء بعد انسحاب مسلحين منه... المزيد
  • 10:55 . سوريا.. اتفاق بالسويداء لإعادة الاستقرار والجيش يبدأ الانسحاب... المزيد
  • 10:53 . مظاهرات في مدن سورية تندد بالعدوان الإسرائيلي وترفض التدخل الأجنبي... المزيد
  • 11:59 . أكثر من 80 شهيدا في غزة منذ الصباح... المزيد
  • 12:19 . الأمم المتحدة تكشف عدد الشهداء المجوعين الذين سقطوا بغزة... المزيد
  • 12:10 . إيران تعلن احتجاز ناقلة نفط أجنبية بذريعة تهريب الوقود... المزيد
  • 11:50 . الاحتلال يواصل مهاجمة الأمن السوري بالسويداء... المزيد
  • 11:41 . ترامب يلتقي رئيس وزراء قطر اليوم لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:14 . "الشفافية الدولية" تنتقد إزالة الإمارات من قائمة المراقبة الأوروبية... المزيد

إنسان فائق الحداثة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-12-2019

إنسان فائق الحداثة! - البيان

في كتابه المهم «أزمنة الحداثة الفائقة» يصف الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع جيل ليبوفيتسكي أنماط الحياة في أزمنتنا الراهنة فيقول: «يتميز مجتمع الحداثة الفائقة بالحركة والتدفق والمرونة والاستهلاك بلا حدود، الاستهلاك لأجل المتعة، والابتعاد عن المبادئ العظيمة التي هيكلت الحداثة أكثر من أي وقت مضى».

وفي الإطار نفسه، فإن إنسان هذه الأزمنة هو الآخر «فائق الحداثة» يجري توجيهه نحو اللذة الدنيوية والمتعة لتضخيم احتياجاته وبالتالي تضخيم الأرباح المترتبة على ذلك، إلا أن هذا الإنسان يمتلئ بنوع من الخوف والقلق الذي يتأتى من العيش في عالم ينزلق بعيداً عن الإيمان ويواجه مستقبلاً غامضاً، على الرغم من الانفجار المعرفي الذي يشمل جميع مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية، إلا أن الواضح تماماً أن هذا الكون شاسع بما لا يمكن الإحاطة به واكتشاف أسراره أو السيطرة عليه!

يبحر الإنسان في العلم وفي اعتماده على العقل، ويبذل قصارى ما يستطيع، ويذلل كشوفاته ومخترعاته ونظرياته في خدمة احتياجاته وتسهيل حياته، إلا أنه لم يتمكن من كبح جماح جهله وضعفه، ولم يمنع نفسه من اختراع الحروب وتوسيع نطاقها، وتقنين القتل، وتلويث الطبيعة، وتدمير المناخ والغابات والمنتجات الزراعية.

هذا الاستخدام الفائق للعقل والعلم لم يمنع القلق من أن ينخر في عظام أفراد الحداثة الفائقة، فارضاً الخوف من الأمراض والحروب والأزمات والكوارث، وبالتالي أفسد هذا الإنسان المتفوق حريته وسعادته وبساطته دون أن يقدر على العودة لأزمنة البساطة، أو المضي آمناً في أزمنة الحداثة الفائقة!

كل شيء يرفع لافتات التحذير فوق الرؤوس: أفراد أكثر تعليماً وأوفر دخولاً وأعلى تدريباً وامتلاكاً للخيارات، ولكنهم أكثر خوفاً وقلقاً وتحطماً أيضاً.

إنهم بالغون وناضجون ولكنهم غير مستقرين وقلقون، فضلاً عن أنهم أقل تمسكاً بالأيديولوجيا في الوقت الذي هم فيه أكثر اتباعاً لتغيرات الموضة، أكثر انفتاحاً ولكنهم أسهل تأثراً، أكثر انتقاداً لكنهم أيضاً أكثر سطحية، أكثر شكاً وأكثر غموضاً. ولم يعد هناك أي نظام إيماني يمكن اللجوء إليه للطمأنينة والسكون.

باختصار «تلك هي أيام الحداثة الفائقة» كما يصفها مؤلف الكتاب!