أحدث الأخبار
  • 06:39 . السودان يطالب "الجنائية الدولية" بالتحقيق مع "كبير الرعاة" لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 06:09 . "التربية" تضغط لإلزام أولياء أمور الطلبة المقيمين بسداد الرسوم... المزيد
  • 11:40 . شهيدان أحدهما أميركي الجنسية على يد مستوطنين قرب رام الله... المزيد
  • 11:05 . رئيس وزراء قطر الأسبق يحذر من تهديدات تحيط بدول الخليج وسوريا... المزيد
  • 10:51 . مسلحو حزب العمال الكردستاني يحرقون أسلحتهم كإعلان رسمي لنهاية الصراع مع تركيا... المزيد
  • 10:39 . خلاف بين رجل الأعمال خلف الحبتور والحكومة المصرية... المزيد
  • 02:10 . خبراء أمريكيون ينتظرون بيانات حول مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيران النووية... المزيد
  • 02:09 . مصادر: الحوثيون يحتجزون ستة من طاقم السفينة اليونانية التي تعرضت لهجوم بالبحر الأحمر... المزيد
  • 02:09 . بعد عملية خان يونس ومجزرة جباليا.. إعلام عبري يتحدث عن "حدث أمني" جديد شمالي غزة... المزيد
  • 02:07 . سلطان بن أحمد القاسمي يوجه بتخصيص منح دراسية لأوائل الثانوية العامة في جامعة الشارقة... المزيد
  • 02:07 . فتح باب الترشّح لجائزة المعلم العالمية أمام المعلمين المتميزين في الدولة... المزيد
  • 11:58 . إعلام عبري: "إسرائيل" تحرض أمريكا على استئناف ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن... المزيد
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . ضمن تحقيقات الفساد في تركيا .. اعتقال رئيس بلدية "سيلي" التابع للمعارضة... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد

عدوان 2008.. ذكرى لا تموت!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-12-2019

ليس غريباً أن تسمع صوت القصف ولا قصص الموت والأسر في بلد محتل، وليس عادياً أيضاً، فلا يكاد يخلو منزل أو حي صغير من شهيد أو أسير أو جريح أو كوكبة من الشهداء وأعداد من الأسرى والجرحى، على الأقل هذا ما وجدته وعاينته في أحياء وأزقّة قطاع غزة.
وعندما كان يحدثنا الأستاذ في المدرسة عن المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الماضي، لحظة احتلال فلسطين، وقتله العشرات والمئات في ساعات، لم نكن نتصور ببراءة الطفل أن هذا من الممكن أن يتكرر في حياتنا ونعاينه بأنفسنا.
ويوماً عندما خرجت من باب المدرسة عائداً إلى المنزل، ظننت القيامة قد قامت، في لحظات انقلبت الأوضاع رأساً على عقب وكأنه زلزال، الناس في الشوارع يركضون وأصوات الانفجارات تأتي من كل حدب وصوب، أسراب الطائرات تهاجم قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
في دقائق معدودة قُتل المئات، وكانت في حينها أكبر المجازر التي شهدتها وعايشتها، لم يكد يخلو شارع في القطاع يومها من بيت لشهيد أو أكثر، تحول القطاع إلى «بيت عزاء كبير».
كان كل شيء مستهدفاً، وكم كان صعباً أن تشعر بأنك مستهدف في منزلك الذي قد يتحول إلى قبر لك وتضيع أشلاؤك بين الركام، كما حصل مع كثيرين في القطاع المحاصر، لا أريد أن أصف كيف يمكن لإنسان أن ينام ليلته وسط كل هذه التهديدات والتخوفات!
حدث هذا أواخر أيام عام 2008 وبداية عام 2009، أي بينما كان العالم يحتفل كانت غزة تتعرض للموت والعدوان، لقد كان شعور الخذلان صعباً مثل شعور الفقد، تخيل أن السماء في الدول الأخرى تضيء بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، وأنت لا تستطيع النوم من شدة أصوات القصف.
لقد كان صعباً أن ترى الموت، وأيضاً كان صعباً أن تتخيله كل لحظة، فقد كان للقصف وميض يسبق صوته، فكلما رأينا الوميض والوهج المرافق للانفجار ظننا أن القصف وصلنا وتشهّدنا، هكذا لأيام وليالٍ طويلة.
يحدث هذا معنا في وطننا، ولا ذنب لنا إلا أن بلدنا محتل فيها محتلون لا يقبلون لنا أن نعيش بأمان وحرية، ثم يأتي بعد ذلك من يستصغر ذلك أو يستحقر الفلسطينيين ويتهمهم بأشنع التهم ويسيء إليهم.
ليس سهلاً أن نذكر الحرب أو نستذكر فصولها، لكن الأصعب أن ننسى ما حُفر في الذاكرة، ذاكرة العدوان التي لا تموت، فالاحتلال ما زال موجوداً وعدوانه لم ينتهِ، فكم فقدنا؟ وكم تألمنا؟ وكم حبسنا في الصدر واحتبسنا؟ مرة أخرى ليس سهلاً أن نتحدث عن ذلك ونستعيد تفاصيله، لكن من حق الشهداء علينا، ومن حق الأرض، وكل من بذل دماً وجهداً، وأعطى في ذلك الطريق أن نبقي قضيته حاضرة، حتى لا تضل الأجيال أو تُضلل، وحتى لا تُزيّف الحقيقة، وحتى يبقى الدم شاهداً على عار كل من اصطف إلى جانب المجرمين.