بعد ساعات من إعلان وزراء خارجية الكويت وسلطنة عمان السبت (30|8) انتهاء الأزمة الخليجية وقرب عودة السفراء إلى دولة قطر، اختطفت تغريدات وتصريحات صحفية منسوبة لمصادر "فضلت الكشف عن نفسها" فرحة الخليجيين بانقشاع الأزمة الأخطر والأطول في تاريخ مجلس التعاون الخليجي. فهذه المصادر الصحفية المجهولة أو المغردون المتضررون من المصالحة الخليجية هي من تقف عائقا أمام حل هذه الأزمة.
و وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأحد، قالت مصادر دبلوماسية إن الخلاف الخليجي القطري لم يحل حتى الآن، خاصة أن قطر لم توقع على محضر اللجنة الفنية لمتابعة اتفاق الرياض بما يعني استمرار الخلافات الأساسية التي تمنع الوصول إلى حل نهائي.
و قالت مصادر خليجية إن عودة السفراء ما زالت معلقة، لكن اللجان الفنية الخليجية المنبثقة من "اتفاق الرياض"، أعطيت ضوءاً أخضر لمواصلة سير العمل حول متابعة تنفيذ قطر لالتزامات اتفاق الرياض، بما يعني منح مزيد من الوقت للعمل على حل الخلاف.
وفي حين كانت هناك تصريحات من وزيري خارجية الكويت وعمان أمس السبت، بشأن إمكانية عودة سفراء الإمارات والسعودية والبحرين إلى الدوحة، فإن المصادر أكدت أنه لا يوجد قرار بإعادة السفراء لأن الخلاف لم يحل أصلاً.
وكان المجلس الوزاري الخليجي أنهى دورته الـ132 في جدة أمس السبت، دون أن يتوصل إلى حل ملموس للخلاف الخليجي.
ورأت مصادر دبلوماسية كويتية، أن "أهم ما جرى التوصل إليه هو فتح قنوات من المصارحة للوصول إلى المصالحة النهائية من خلال الحوار المباشر، وهذا بحد ذاته مؤشر لحل الخلافات الباقية قريباً جداً".
وكان وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اكتفى بالقول: "اتفقنا على وضع أسس ومعايير لتجاوز ما علق في العلاقات الخليجية من شوائب في أقرب وقت ممكن".
وأضاف أن دول الخليج متألمة للوضع الذي جرى، و"علينا الاستعجال لمتابعة تنفيذ الاتفاقات"، ولم يعط الوزير الكويتي موعداً زمنياً للاتفاق النهائي، وقال: "لا تستغربوا من عودة السفراء في أي وقت".
ووفقاً للمصادر الكويتية، فإن الشوائب العالقة تتمثل في تقديرات اللجان الفنية لالتزام قطر ببنود "اتفاق الرياض"، وهي تقديرات متفاوتة تطالب الدوحة ببذل مساع أكبر، في حين يطالب المسؤولون القطريون بالمزيد من الوقت.
ويرى مراقبون للشأن الخليجي، تفوق العناصر غير الراغبة بتوحيد دول مجلس التعاون الخليجي على النوايا الطيبة التي يحملها معظم دول مجلس التعاون رسميا وشعبيا، وأنه لا بد من عزل هذه العناصر حتى لا يبقى المستقبل الخليجي رهن أهواء أيدولوجيات التشتت وتجاهل الخطر المحدق بالمنطقة جراء تمدد خطر الجماعات الإرهابية التي تتفق على "التهام" الخليج أكثر من اتفاق دول الخليج على تجاوز خلافاتها .
وكان الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي أطلق عدة تغريدات أظهرت عددم رضاه عن بيان جدة وتصريحات وزارء خارجية الكويت وعمان الذين أكدا انتهاء الأزمة وقرب عودة السفراء، وعلى ما يبدو فإن هذه التغريدات وضعت حدا للتفاؤل ولدقة التصريحات.