أثارت زيارة وزيرة داخلية الاحتلال الإسرائيلي أييليت شاكيد إلى الإمارات غضباً واسعاً، خصوصاً بعد اقتراحها على نظيرها الإماراتي، سيف بن زايد آل نهيان، تدريب الأئمة المسلمين من داخل الخط الأخضر بفلسطين في الإمارات بذريعة تأهيلهم على "الاعتدال الديني والتسامح ومكافحة العنف".

وقال فلسطينيون إن شاكيد تسعى لاستنساخ أئمة مساجد منبطحين على شاكلة "حكام الإمارات".

ووصلت شاكيد المعروفة بمواقفها المتطرفة ضد المسلمين، والفلسطينيين خاصة، إلى أبوظبي أمس الإثنين، في أول زيارة رسمية لها، وظهرت "محجبة" تتجول في مسجد زايد الكبير في أبوظبي.

ودعت شاكيد نظيرها الإماراتي إلى زيارة "إسرائيل" للمشاركة في صلاة مشتركة بين الأديان تقام الشهر المقبل.

خيانة

واستنكر حزب التحرير الفلسطيني الزيارة، وقال إن "خيانة حكام الإمارات بلغت كل مبلغ حتى أصبحوا يتفننون في إرضاء كيان يهود وتقديم قرابين الولاء والمحبة له في صورة تظهر حجم الذل والعمالة التي وصلوا لها".

وقال الحزب في بيان له إن شاكيد "تقترح عليهم (حكام الإمارات) تدريب أئمة من داخل الخط الأخضر ليستنسخوا لها نسخاً من أشكالهم المطبعة والمنهزمة ودعاة النفاق والتطبيع والتفريط بفلسطين بمسمى شيخ".

وتتحكم داخلية الاحتلال في مهمة تعيين الأئمة المسلمين في البلدات والمدن العربية، وتوظف حوالي 300 إمام ومؤذن في 270 مسجدا.

وخلال السنوات الماضية أنشأت أبوظبي مراكز دراسات تحت مزاعم المساعدة في مكافحة العنف والتطرف، وروجت لها في أروقة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من بينها مركز هداية وصواب وعين أوروبية على التطرف، والتي تحظى بدعم كبير.

وأكدت تقارير أن أبوظبي قامت بإنشاء هذه المراكز بغرض تلميع صورتها من خلال إبراز دورها كدولة تسعى للسلام، في حين يكمن دور هذه المراكز الحقيقي في محاربة المؤسسات الإسلامية والتحريض على المهاجرين المسلمين في أوروبا وباقي دول العالم، ويقوم عليها باحثون مرتبطون باليمين الأوروبي المتطرف.

وقال حساب، يطلق على نفسه اسم "سارية محمد"، على تويتر "أييليت شاكيد وزيرة الداخلية الصهيونية التي رفضت دعوة محمود عباس زارت الإمارات والتقت بنظيرها من أجل تدريب الأئمة المسلمين بالداخل المحتل في الإمارات بذريعة تأهيلهم على "الاعتدال و التسامح الديني" وهي بنفسها يهودية متطرفة تحرض على قتل الفلسطينيين".

وعلق ساخراً: "يا له من تسامح".

وحول زيارتها لمسجد الشيخ زايد؛ قال الحزب الفلسطيني إن حكام الإمارات "يستقبلون هذه الحاقدة التي تكاد تنفجر كرهاً لأهل فلسطين وتنتمي إلى أكثر الأحزاب تطرفاً في كيان يهود ولا تؤمن حتى بإعطاء الفتات لأهل فلسطين ضمن ما يعرف بمشروع الدولتين، ومن ثم يصحبونها إلى بيت من بيوت الله في تحدٍّ واضح لكل مشاعر المسلمين".

ونشر رئيس الرابطة الإمارتية لمقاومة التطبيع أحمد الشيبة النعيمي صورة لوزيرة داخلية الاحتلال في المسجد على صفحته بتويتر، وعلق عليها قائلاً "هذه الوزيرة اقتحم الجنود بأمرها المسجد الأقصى، وأطلقوا الرصاص على المصلين، وبأمرها تغلق بوابات الأقصى في وجه المصلين، وصاحبة مقترح قتل أمهات شهداء فلسطين، فلا بارك الله في من استضافها".

وتتزعم الوزيرة شاكيد اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتُعرف بمواقفها المعارضة للمصالحة مع الفلسطينيين، ودعت خلال عضويتها في الكنيست (السنوات الماضية) إلى اقتحام المسجد الأقصى ومنع المسلمين من دخوله، وبعد وصولها لمنصب وزيرة الداخلية قبل أشهر عملت على حماية المقتحمين وتضييق الخناق على الفلسطينيين.

جرائم "أبوظبي"

وقال بيان حزب التحرير الفلسطيني "إن أعمال آل زايد في الإمارات تجاوزت كل الحدود ولم تبق موبقة إلا واقترفوها إرضاء لبريطانيا وأمريكا وكيان يهود، وهذا يوجب على أهل جزيرة العرب في الإمارات وغيرها أن يكسروا حاجز الصمت وأن يخرجوا في وجه تلك الأنظمة ليسقطوها ويحاكموا كل مطبع وخائن ومفرط في البلاد والثروات وأن يجعلوه عبرة لكل معتبر".

ودعا البيان سكان الجزيرة إلى "أن يعيدوا لقضية فلسطين وزنها وثقلها وقدسيتها وأن يدوسوا على اتفاقيات التطبيع بأقدامهم ويعملوا من فورهم على حشد كل القوى والإمكانيات لتحرير فلسطين التي هي على مرمى حجر منهم".

وفي وقت سابق اليوم أعلنت شاكيد أن اتفاق إلغاء تأشيرة السفر، بين تل أبيب وأبوظبي، سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأحد القادم 10 أكتوبر.

وكانت أبوظبي وتل أبيب، قد وقعتا اتفاقية الإعفاء من تأشيرة الدخول، في يناير الماضي؛ لكن الإمارات علقتها بعد فترة وجيزة، بسبب جائحة فيروس كورونا.

ووقعت إسرائيل والإمارات، منتصف سبتمبر 2020، اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.