افتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أول دورة لمجلس الشورى المنتخب، واعتبرها لحظة تاريخية يشهدها البلد، لاستكمال مسار تأسيس المؤسسات في الدولة.

وتوجه الشيخ تميم إلى الأعضاء المنتخبين، وقال: “واثق من أنكم تدركون عظم المسؤولية الوطنية لدى قيامكم بمهامكم التشريعية، وترسيخ التعاون مع مجلس الوزراء لتحقيق المصلحة العليا للبلاد”.

وأضاف "قطر نجحت في تحقيق عدد من الأهداف، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي، وتخزين السلع الاستراتيجية، مع تشجيع الاستثمار والسماح للأجانب تلك 100%، مما دعم تنوع مصادر الدخل.

كما حققت الدولة بحسب ما جاء في خطاب الأمير معظم محاور الاستراتيجية الوطنية للدولة، التي تعكسها المؤشرات التي كشفتها المنظمات المختصة، والرفاه الاجتماعي، وارتفاع مستوى الدخل، لكنه حذر المواطنين، من سيادة سلبيات الاستهلاك، والانجرار نحو تكريس الاستدانة.

واستطرد أنه “ما زال أمام الدولة الكثير لتقوم به في تنويع مصادر الدخل ولكن المهمة لا تقتصر على الدولة، بل إن للقطاع الخاص دور في ذلك، وفي مجال القطاع المالي رغم الهزات العالمية في السنوات الماضية فقد أظهر هذا القطاع تماسكا في مواجهتها”.

ودعا إلى ضرورة سيادة العقلانية، وشدد على ضرورة أن تلعب الأسرة والدولة، في تعزيز قيم المواطنة، وتهذيب الأنفس، والدعوة لخفض الشكوى على تفاصيل غير مهمة.

وشدد على ضرورة تجاوز العصبيات، والجانب السلبي للقبلية، على الرغم من قطع الدولة مشواراً في تكريس قيم المواطنة، وسيادة الدولة.

واعتبر أن القبلية والعصبية، يمكن أن تساهم في الهدم، وإفساد الوطنية، وشدد أن الدولة لن تسمح بتلك الإفرازات، ولا بتهديد الوحدة الوطنية، وقال إنه “لابدّ أن يتعزز الانتماء للوطن”.

وحول استضافة كأس العالم بعد عام من الآن، كشف أمير قطر أن البطولة هي مناسبة كبرى، ستظهر البلد وانفتاح الشعب وستظهر الوجه الناصع لشعوب الخليج.

وخارجياً قال الشيخ تميم، إن قطر أصبحت تلعب أدواراً محورية على الساحة الدولية، وشدد أن الدوحة تسعى لتكريس الحوار وتعزيز مخرجات قمة العُلا.

واستطرد أن قطر عملت على مد جسور التواصل مع الجميع، وهي لا تسعى للتنافس مع أحد، أو محاكاة أحد، بل تنطلق من مصالح شعوب المنطقة.

وحول جائحة كورونا، قال إن قطر نجحت في التصدي لها، خصوصاً العاملين في المجالات الصحية، والكوادر التي كانت في المواجهة، وقدمت الدولة نموذجاً ناجحاً ووازنت بين حماية أرواح الناس، والاحتياجات الاقتصادية.

وحضر مراسيم الافتتاح الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (أمير قطر السابق)، واعتبر الجميع اللحظة مناسبة تاريخية، في البلد الذي يمضي نحو تعزيز المشاركة الشعبية في تسيير أمور الدولة.

وكان “العرس الانتخابي” اختتم في قطر مع إعلان السلطات رسمياً مطلع الشهر الحالي، نتائج أول استحقاق لاختيار الشعب ممثليه في مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ البلد.

وكشفت اللجنة المشرفة على انتخابات مجلس الشورى في قطر، أن نسبة المشاركة بلغت 63.5%، وتلت النتائج الرسمية لأول انتخابات تشريعية تشهدها البلاد.

وأعلن اللواء ماجد إبراهيم الخليفي، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، في مؤتمر صحافي عقد في ساعة متأخرة من مساء السبت، أسماء الفائزين الثلاثين.

ولاحقاً نشرت وزارة الداخلية بياناً بشأن النتيجة العامة لانتخابات مجلس الشورى- الدورة الأولى 2021، وتقدمت بالتهنئة للمرشحين الفائزين بعضوية مجلس الشورى، وتمنت لهم التوفيق والسداد.