قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها، إن الولايات المتحدة تعمل على تقريب وجهات النظر بين الإمارات والسعودية بشأن اليمن والحرب الدائرة هناك.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، الذي أعده مراسلها في الرياض سامر الأطرش، وأندرو إنغلاند من لندن، تخشى واشنطن من أن الخلافات بين الدولتين الجارتين قد تؤثر على جهودها لتسوية سلمية ونهاية للحرب الأهلية في البلد.
وتعمل الولايات المتحدة على عقد لقاء ثلاثي مع الإمارات والسعودية وسط مخاوف من أن تعطل خلافاتهما جهود واشنطن السلمية في اليمن.
ويقود المبادرة المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ، والتي قد تؤدي لعقد محادثات في بداية الأسبوع المقبل على الأرجح، على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالأمر.
وتتزامن الخطوة مع أول زيارة لوفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية، الرياض لعقد محادثات هناك. وظهرت خلافات بين الرياض وأبوظبي، في وقت تحاول الرياض تعزيز موقعها كمركز مالي للمنطقة، والذي ظلت الإمارات تحتله لوقت طويل.
وخرجت خلافات البلدين في بعض الأحيان لدول أخرى لدى كل منهما مصالح فيها، واختلفا بشأن النهج الواجب اتباعه في اليمن الذي سحبت منه أبو ظبي قواتها في 2019.
وقاد البلدان حلفا للتدخل العسكري في اليمن عام 2015، بعد سيطرة الحوثيين الذين تدعمهم إيران على مناطق واسعة من البلاد. إلا أن السعودية والإمارات دعمتا فصائل مختلفة تقاتل ضد الحوثيين. وأدت الغارات الجوية لمقتل الآلاف.
واستخدم الحوثيون الصواريخ والمسيرات لضرب السعودية والإمارات. وتدعم الرياض الحكومة اليمنية الضعيفة والمعترف بها دوليا، أما أبوظبي فتدعم المجلس الجنوبي الانتقالي الذي يريد الانفصال عن بقية اليمن.
وتحاول السعودية التي تركز على السياسات المحلية وجذب الاستثمارات الخارجية ضمن خططها لتخفيف اعتمادها على النفط، الخروجَ من اليمن الذي أدت الحرب فيه لتوتر في علاقاتها مع إدارة جو بايدن. وتريد أيضا التفاوض مع واشنطن على معاهدة دفاع مشترك مقابل تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وعليه فوقف الحرب في اليمن قد يساعد أعضاء الكونغرس المتشككين والذين انتقدوا التحالف الذي قادته السعودية في اليمن، على دعم معاهدة كهذه.
وتخشى أبوظبي من أي اتفاق مع الحوثيين، وأنه سيكون مكافأة لهم وسيقود إلى مزيد من النزاع، حسب شخص مطلع على الموقف الإماراتي.
وقال الشخص الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته: "إن الخطة الإماراتية تقوم على تقوية حلفائها في اليمن، لأن تقييم الإماراتيين يرى عودة النزاع حتى لو تم التوصل لاتفاق".
وأضاف أن السعوديين راغبون بالخروج، ويعتقدون أنهم سيحصلون على العلاقات التي يريدونها مع الحوثيين. وكانت الولايات المتحدة قد توسطت بهدنة في بداية 2022 مع أن اشتباكات متقطعة حصلت بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وترى فريال المسلمي، من تشاتام هاوس في لندن، أن اجتماع الرياض يبدو واعدا وقد يقود لاتفاق بشأن تمديد الهدنة ودفع السعوديين الرواتب لليمنيين. لكن أبوظبي تشعر أنها غير مشمولة في المفاوضات، "تشعر الإمارات بتجاهل السعودية لها، ولا أحد يحب ألا يدعى إلى حفلة".
وقال شخص مطلع على الموقف الإماراتي، إن أبوظبي تتعاون مع السعودية والولايات المتحدة بشكل ثلاثي منذ عدة أسابيع.