أكد وزير المالية الفرنسي، اليوم الثلاثاء، أن فرنسا منفتحة أمام دولة الإمارات للاستثمار في صناعتي الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي، وذلك قبل توقيع شراكة إستراتيجية بينهما في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبرزت الإمارات كمستثمر رئيسي في الذكاء الاصطناعي. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر -لم تسمها- قولها إن أبوظبي الغنية بالنفط تريد الاستثمار في صناعة الطاقة النووية في أوروبا.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير للصحفيين إن فرنسا سترحب بالاستثمارات الإماراتية في صناعتها النووية، مثل شركة أورانو المتخصصة في الوقود النووي، والتي تمتلك الحكومة أغلبية فيها.
وأضاف من السوق المالي بأبوظبي قبل توقيع الشراكة "نحن منفتحون على هذا النوع من التعاون" مضيفا أنه سيناقش الأمر في اجتماعات مع المسؤولين الإماراتيين.
ومن المقرر أن يجتمع لومير مع خلدون المبارك رئيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والعضو المنتدب لصندوق مبادلة الذي تسيطر عليه حكومة أبوظبي. ومن المقرر أن يجتمع أيضاً مع سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وتقدم فرنسا عشرات المليارات من اليورو لشركة الطاقة EDF التي تسيطر عليها الدولة لبناء ستة مفاعلات جديدة، وفقاً لرويترز.
وقالت مصادر في وقت سابق إن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مهتمة ببناء محفظة من استثمارات الأقلية في البنية التحتية للطاقة النووية الأوروبية.
ومنذ 2021، تقوم الإمارات بتشغيل محطة الطاقة النووية الخاصة بها، والتي بنتها كوريا الجنوبية، وقالت مصادر إن أبوظبي تخطط لطرح مناقصة قريباً لبناء أربعة مفاعلات جديدة.
وقال لومير إن فرنسا ستكون مستعدة لتقديم المساعدة إذا قامت الإمارات بتوسيع بنيتها التحتية النووية.
وأضاف أن فرنسا سترحب أيضا بالاستثمارات الإماراتية في الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن باريس ترغب في العمل بشكل وثيق مع أبوظبي في مجال أشباه الموصلات وقدرات رقائق الكمبيوتر.
وصندوق مبادلة الذي تسيطر عليه حكومة أبوظبي هو المساهم الأكبر في شركة جلوبال فاوندايز لصناعة الرقائق، والتي تقوم ببناء منشأة لأشباه الموصلات في فرنسا مع إس تي ميكروإلكترونيك.
وقال لومير إن فرنسا والإمارات يمكنهما الاستثمار بشكل مشترك في الحوسبة السحابية ومعالجة البيانات، وأن الشراكة الاستراتيجية ستشهد المزيد من العلماء والباحثين في حرم جامعة السوربون باريس في أبوظبي.
وقد أثارت استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي تدقيقًا من الولايات المتحدة بشأن علاقات أبوظبي مع الصين والمخاوف من إمكانية الحصول على التكنولوجيا والقدرات الأمريكية المتطورة من قبل الشركات الصينية التي تقيم شراكة مع الإمارات، بحسب رويترز.
ومع ذلك، اتفقت الإمارات هذا العام مع الولايات المتحدة على الحد من تعاونها التكنولوجي مع الصين مقابل تحسين الوصول إلى التكنولوجيا والقدرات الأمريكية.
وقال لو مير إن شراكة فرنسا مع الإمارات سترتكز على فكرة السيادة، مما يعني أن التقنيات والمهارات الأساسية يجب أن تظل مع الدول التي تطورها.