أظهرت دراسة أكاديمية أن كتّاب الروايات الخيالية الذي يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة الروايات ينتهي بهم المطاف إلى إنتاج أعمال متشابهة بصورة أكبر مما يمكن أن يحدث في حال الروايات التي يكتبها كتّاب بأنفسهم.
واكتشف الباحثون من جامعتي لندن كوليدج وإكستر، أنه عند إضافة نتيجة عمل تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى الرواية الخيالية تكون النتيجة تراجع درجة الابتكار والتفرد في الرواية بشكل عام، حيث ينتهي المطاف بتشابه هذه الروايات المكتوبة بمساعدة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالروايات التي يكتبها البشر بمفردهم.
في الوقت نفسه، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنه بطريقة ما “أن يحسن إبداع الكتاب بشكل منفرد” حتى لو كان إنتاجه سيتشابه مع إنتاج زملائه الذين يستخدمون أيضا هذه التكنولوجيا.
تأتي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية “ساينس أدفانسس” في الوقت الذي تكافح فيه مؤسسات الفنون الإبداعية والإعلامية للتعامل مع التوسع في استخدام ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي حين ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز وشركة الذكاء الاصطناعي “أوبن أيه.آي” أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستخدام المقالات القديمة للصحيفة في تدريب منصة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي، أقامت عدة صحف أمريكية دعاوى قضائية ضد مايكروسوفت وأوبن أيه.آي بتهمة انتهاك حقوق الملكية القكرية لهذه الصحف باستخدام محتواها في تدريب منصات الذكاء الاصطناعي.
وفي العام الماضي، نظم كتاب السيناريو الأمريكيون إضرابا عن العمل في هوليوود لأسباب عدة منها القلق من استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات.
وقال أنيل دوشي وأوليفر هاوسر الباحثان المشاركان في الدراسة إنه “إذا توسعت صناعة النشر في نشر القصص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي ستكون النتيجة قصصا أقل تفردا وأكثر تشابها”.
وشملت الدراسة الأكاديمية حوالي 900 شخص ثلثهم من من الكتّاب والباقي من النقاد.
وتؤكد هذه الدراسة نتائج الرأي الذي أعلنه المغنى الأسترالي نيك كيف، في وقت سابق بشأن مقطوعات موسيقية تم تأليفها باستخدام الذكاء الاصطناعي بنفس أسلوبه القصصي الغامض.
وقال كيف في عام 2023 إن الذكاء الاصطناعي يستطيع التقليد، لكنه لا يمكنه أبدأ أن يمتلك التجربة الانسانية الحقيقية التي تعطي الإبداع الحقيقي سمته الفريدة، مضيفا أن الأغاني تنشأ من المعاناة لكن منصات الذكاء الاصطناعي لا تعاني.