في حدث أمني هو الأضخم والأكبر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل أيام، شنّت طائرات حربية إسرائيلية من طراز F35، الجمعة، غارة عنيفة بقنابل خارقة للتحصينات تزن الواحدة 2000 رطل، مستهدفة أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، الذي بحسب القناة 13 العبرية كان يتواجد في الطابق 14 تحت الأرض، من دون أن تؤكد هيئة البث الإسرائيلية إذا كان نصرالله داخل مقر القيادة المركزية للحزب لحظة القصف.
ونقلت هيئة البث عن مسؤول كبير "أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بقصف الضاحية، وأن الأمريكيين أعطوا الضوء الأخضر". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الهجوم "نُفّذ بعد ورود معلومات استخباراتية عن وصول نصرالله إلى المقر المستهدف". فيما قال البنتاغون إن الولايات المتحدة "لم تشارك في هذه العملية ولم نتلق إخطارا مسبقا"، وإن وزير الدفاع لويد أوستن كان يتحدث مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية جارية.
ورفض البنتاغون التكهن حول ما إذا كان نصر الله لا يزال على قيد الحياة.
وتحدث أوستن ويواف غالانت بينما كان وزير الدفاع الأمريكي يحلق فوق المحيط الأطلسي بعد زيارة إلى لندن.
وقال مصدر أمني لرويترز إن الجيش اللبناني فرض الجمعة طوقا أمنيا احترازيا حول السفارة الأمريكية في لبنان.
وتضاربت الأنباء حول مصير نصرالله خصوصاً في غياب أي وسيلة اتصال وفي ضوء حجم الضربة الجوية، فقد تحدثت "هآرتس" بداية عن نجاة أمين عام الحزب. كذلك فعلت وكالة "تسنيم" الإيرانية "أن نصرالله في مكان آمن"، إلا أن الوكالة الإيرانية عينها عادت وسحبت الخبر لتقول إنه "لا تتوافر حتى الآن معلومات مؤكدة عن حالة نصرالله".
واكتفى المكتب الإعلامي لـ"حزب الله" بالقول إن كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي "لا صحة لها" ، ولم يحدد ما هي التصريحات التي يقصدها. وأضاف أن المكتب الإعلامي وحده هو الذي يتحدث باسم الحزب.
ولم يصدر "حزب الله" أي بيان آخر بشأن الضربات الإسرائيلية التي قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت مقر القيادة المركزي للحزب.
وقد شكّلت الغارات، التي تخللها 10 انفجارات، حزاماً نارياً امتد من أطراف مخيم برج البراجنة مروراً بمحيط مطعم الساحة وصولاً إلى حارة حريك، وأدت إلى تسوية ما بين 4 إلى 6 مبان بالأرض إضافة إلى أضرار جسيمة في المباني والشوارع المجاورة وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بينهم قياديون كبار في المقاومة.
وارتفعت سُحُب الدخان الأسود نتيجة الانفجارات وشوهدت حتى مسافات بعيدة. وهرعت سيارات الإطفاء والدفاع المدني لنجدة المصابين، إذ أفادت حصيلة أولية عن شهيدين و76 جريحاً وإنقاذ طفلتين سليمتين من تحت الأنقاض.
وعلى الفور، تأهبت منظومة الدفاع الجوي في "إسرائيل" بحسب إذاعة جيش الاحتلال "تحسباً لشن حزب الله موجة قصف مكثف وكسر القواعد". وقد نشرت بلدية تل أبيب تعليمات تطالب فيها السكان بفتح الملاجئ فوراً.