أحدث الأخبار
  • 09:32 . رئيس الدولة يبحث مع نظيره القبرصي وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 08:25 . "موانئ أبوظبي" تعلن إرساء عقود توريدات بـ420 مليون درهم على شركة صينية... المزيد
  • 08:12 . الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في مخيم النصيرات وسط غزة... المزيد
  • 07:18 . مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة سبعة في تحطم مروحية عسكرية برفح... المزيد
  • 10:58 . مفتي عُمان يبارك عملية "معبر الكرامة" ضد جنود الاحتلال... المزيد
  • 10:57 . وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره التركي والمصري تطورات غزة... المزيد
  • 10:56 . طبيب ألماني يقدم نصائح ذهبية لمواجهة حرقة المعدة... المزيد
  • 10:55 . الأردن.. إطلاق نار وأعمال شغب خلال الانتخابات البرلمانية... المزيد
  • 10:54 . شهداء وجرحى باستهداف الاحتلال منازل مأهولة في خان يونس وجباليا... المزيد
  • 10:53 . الرئيس الإيراني يصل إلى العراق في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 10:49 . أسعار النفط تنتعش وسط مخاوف من تعطل الإمدادات بسبب عاصفة مدارية... المزيد
  • 10:48 . "أدنوك" ستعرض الاستحواذ على كوفيسترو مقابل 15.9 مليار دولار... المزيد
  • 10:43 . رئيس الدولة يهنئ تبون بإعادة انتخابه رئيسا للجزائر... المزيد
  • 10:42 . إيران ترفض بياناً خليجياً بشأن الجزر الإماراتية المحتلة... المزيد
  • 11:29 . "الأبيض" يسقط أمام ضيفه الإيراني في تصفيات كأس العالم 2026... المزيد
  • 10:29 . تقرير يؤكد ضرب مواصي خان يونس بقنابل أمريكية شديدة التدمير... المزيد

«المول» للأجنبي والازدحام للمواطن!

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

أحمد أميري

في 1997 كنا على أعتاب سنوات ازدحام الشوارع في دبي، وفي الفترة نفسها مررت مع صديق بالقرب من «مول» تجاري كان على وشك الافتتاح، فقال صديقي إن ملكية «المول» تعود لمجموعة تجارية يملكها شخص آسيوي، ثم تساءل عن الفائدة التي ستعود على أبناء البلد من هذا «المول» سوى المزيد من الازدحام في الشوارع التي تحيط به؟!

وفعلا، حين يفكر المرء بعينيه، فإنه سيرى ازدحاماً خانقاً في الطريق المؤدي إلى «المول»، وعند اقترابه سيشاهد أفواجًا من البشر تدخل وتخرج منه، وهذا يعني نجاح المشروع، وهو ما يعني أن أصحابه يجنون أموالًا طائلة، وتكون الخلاصة أن أجنبياً واحداً يحقق الربح، وأبناء البلد يتورطون بازدحام الطرق!

لكن حين يفكر المرء بعقله، فسيرى قصة أخرى، ولست خبيراً اقتصادياً لأشرح الأمر بشكل علمي، لكن البديهي أن المستثمر الذي يتوسع في أعماله خارج بلده ويحقق الأرباح، يحفِّز المستثمرين الأجانب الآخرين على الاستثمار في ذلك البلد، ومن ثم تتدفق المزيد من رؤوس الأموال إليه.

وهذا يعني بالبداهة توفير بنية تحتية لازمة لإقامة المشاريع التجارية والصناعية ومواكبة النشاط المتوقع لحركة الاستيراد والتصدير، وتهيئة بيئة مالية متطورة، ونقل التكنولوجيا، وتطوير التشريعات والقوانين، وهو ما يعني إيجاد فرص عمل في كل تلك المجالات، فنحن نحتاج المزيد من المهندسين، والمزيد من المصرفيين، والمزيد من التقنيين، والمزيد من القانونيين.

كما أن التطوير والتحسين الذي ساهم الاستثمار الأجنبي في حدوثهما، يفيد أبناء البلد في نهاية المطاف، فالاستثمار الأجنبي والروتين الحكومي لا يلتقيان، وحين تنفض الحكومة غبار الروتين عن مؤسساتها، تعود الفائدة أيضاً على المواطن الذي يتعامل مع تلك المؤسسات أكثر من غيره، وقس على ذلك.

والمناخ الاستثماري نفسه، يخلق مناخاً سياحياً، فالسائح الذي يسمع عن مستثمرين من شرق وغرب الأرض يضخّون أموالهم في مكان ما، يستنتج أن هذا المكان مستقر ويمكن الوثوق فيه، فالمال شقيق النفس كما يقولون، ومن ثم تحدث حركة تدفق سياحي، وهذه بدورها تنشط قطاع الضيافة والترفيه، ثم تخلق مناخ المعارض، وهكذا تنشط القطاعات وتتوالد المناخات، مثل إلقاء حجر في بحيرة، وفي خضم كل ذلك تستوعب هذه القطاعات المزيد من الموظفين والعاملين.

والعكس بالعكس، فحين تهرب الأموال الأجنبية من بلد، أو تتحاشى الاقتراب منه، تعرف كمستثمر أو كسائح أن هذا البلد غير آمن، والأمور فيه «سبهلله»، ومن ثم لا يحلم المواطن في هذا البلد بتطويرٍ أو تحسين أو بشبكة خدمات أو بنية تحتية أو تنمية أو نمو أو ازدهار، وهذا يعني ركوداً في كافة المجالات، ما يفاقم حالة النقمة الشعبية، والتي تؤدي بدورها إلى الاضطرابات السياسية، إلى أن يخر السقف على رؤوس الجميع، ولم يكذب من قال إن الاستثمار الأجنبي تصويت بالثقة في سياسات الدول.

وبطبيعة الحال، تغيرت العقليات نتيجة الانفتاح والإنترنت وزيادة الوعي، ومع هذا، فإن بعضنا لا يرى إلا التأثيرات السلبية لوجود الأجانب، ولا يدرك أن جزءاً من الرفاهية التي ينعم بها، والتي لا يمكن أن يستغني عنها، للأجانب ولأموالهم دور فيها.