أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

تهذيب «المحتوى»

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

علي العمودي
للمرة الثانية في أقل من شهرين، يحرج مورد أفلام إدارة الرقابة على المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، ويتجاوز دورها.

كانت المرة الأولى مع واقعة فيلم «ذئب وول ستريت»، عندما تجرأ المورد بعرضه في دور السينما بالدولة، وقد بتر منه نحو أربعين دقيقة من فترة عرض الفيلم، الذي تزيد مدته على الساعتين. ولم يكتفِ أصحاب دور العرض بهذا التجاوز، بل قاموا بوضع لافتات فيها تبرر عرض الفيلم مبتوراً بتلك الصورة المخلة لسياقه البصري والدرامي بأنه جاء لـ«أسباب خارجة عن إرادتهم» في إيحاء للجمهور بأن إدارة الرقابة هي المسؤولة. وقد سارعت الإدارة في حينه للكشف عن ملابسات ما جرى، جراء جشع المورد لتحقيق أعلى عائد من فيلم يعج بالمشاهد المخلة والألفاظ البذيئة، فبتر لقطاته بتراً مجحفاً من أجل تمرير عرضه وتصنيفه ليكون متاحاً لجميع الفئات العمرية، وبالتالي زيادة عائداته المالية، فكانت الصدمة والخيبة لكل المشاهدين من التصرف الذي يبدو أن السكوت عنه دفع لتكرار السيناريو، ولكن هذه المرة بالعربي!.

فقد صُدم محبو السينما - وأعد نفسي منهم - بفيلم عربي مقزز مشوه مسروق من الألف إلى الياء حتى بملصقه الدعائي من فيلم أجنبي، يعتمد فقط على جسد وحركات المغنية بطلته التي لا تمت لعالم السينما والتمثيل من قريب أو بعيد.

وارتفعت أصوات المشاهدين بالشكوى من انحدار مستواه، بالصورة التي جعلت حتى من شاهده يرفض ذكر اسمه لاعتقاده أنها شبهة بحد ذاتها. ولتثير معها تساؤلات عديدة حول الجهة التي سمحت بعرض الفيلم من الأساس.

وللمرة الثانية، يظهر الدور غير المسؤول لبعض موردي الأفلام ممن لا يهمهم سوى تحقيق المزيد من الأرباح والأموال، ودون أدنى اكتراث للمجتمع وقيمه، وهي القيمة الأسمى التي يفترض بها أن تحرك أي جهة وتحدد التزاماتها في البيئة التي تعمل منها وفيها.

وقد اضطرت إدارة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام لإعادة النظر في عرض الفيلم، وشكلت فريقاً رقابياً بعد استدعاء المورد، وجرى حذف مشاهد إضافية، ولوحت باتخاذ إجراءات بحق دور العرض غير الملتزمة بالتصنيف العمري للأفلام.

ومع احترامي لوجهات نظر وآراء الذين يعتقدون أن الأمر مجرد اختلاف في الأذواق والميول، وصعوبة الرقابة على دور العرض؛ لأن المسألة شخصية، وتعود لكل شخص في اختيار الفيلم الذي يريد مشاهدته. إن الرقابة دورها أكبر وأهم من مجرد «تهذيب المحتوى»، فما يعرض، ويتطلب تدخل الرقابة ليس فقط تلك النوعية من الأفلام التي تخاطب غرائز المراهقين، وإنما هناك أفلام تروج لمغالطات تاريخية ودينية تحتاج للحزم، كما جرى مع فيلم «نوح» وكذلك الجدل حول إجازة فيلم «آلام المسيح» من قبل، وعند عرض مسلسل «عمر».

وهناك فرق بين حرية التعبير والإبداع، وبين تسميم العقول بعرض مغالطات تاريخية أو الترويج للتطرف والإرهاب. وحتى في معاقل صناعة الأفلام مثل «هوليوود»، عديدة هي المرات التي تدخلت فيها الجهات المختصة وحجبت أعمالاً يمثل عرضها خطراً على قيم وأمن تلك المجتمعات. و«رقابة المحتوى» مدعوة لتفعيل المقص للتصدي لأمثال هذه النوعية من الموزعين وبضاعتهم الفاسدة الخالية من أي «روح» وذوق وفن.