أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

دوران العالم.. حول النفط

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 19-12-2014

في المنتدى الاستراتيجي العربي 2014 كان النفط هو البطل الحقيقي أو المتحدث الرئيسي وليس فوكوياما ولا كروجمان ولا غيرهما من المتحدثين الأجلاء. لماذا؟ لأن النفط لا زال عصب الاقتصاد وسيبقى كذلك حسب الدراسات المستقبلية إلى أكثر من قرن قادم على أقل تقدير، وهو ما يعني عدم التسرع في إطلاق الأحكام الجزافية على هذه الطاقة المستدامة في كل العالم. فالنفط بحد ذاته قصة حضارة مستقلة، لأن الأمر لا يتعلق بسعر البرميل انخفاضاً وصعوداً، بل بما ترتب على هذه الأغلى حتى الآن من الذهب والفضة وجميع المعادن الثمينة الأخرى على وجه المقارنة العامة.

فالنفط ومشتقاته ليس بترولاً ولا ديزلاً ولا زيت تشحيم، بل هو أكثر وأكبر من ذلك أهمية، والناظر إلى عصر ما قبل النفط وما بعده لابد أن يقف احتراماً أمام هذه النعمة الربانية العظمى بالمطلق.

فالعالم أجمع على أتم الاستعداد لخوض الحروب تلو الأخرى لو أن أحداً مسّ هذه الطاقة الفاعلة قيد أنملة، لأن الحروب سبب رئيسي في زيادة أسعارها ووقفها يعين على مدى استعداد ذلك لترسية سبل الأمن والأمان والاستقرار من أجل ضمان تدفق هذه السلعة المنقطعة النظير في فوائدها الجمة سواء في المأكل أو الملبس أو حتى في أعلى سلم الرفاهية للبشر. وإلى هذه الساعة ليس هناك مصدر للطاقة أرخص ولا معجزة اقتصادية أكبر منها فالقاصي والداني يستفيد منها بصورة أو بأخرى، فالمحروم منها في أرضه يأتي إليه طائعاً غير مكره، نافعاً إلى أقصى الحدود وإيقاف تدفقه ساعة نذير شؤم ونكد للنفس في الدخل سواء للفرد أو الحكومات.

فالسلم العالمي لا زال مرتبطاً بسلاسة تدفق هذا النفط إلى الكل فعندما استولى «داعش» على مكامن تدفق النفط في سوريا إلى الدول الأخرى، قامت الحرب الحقيقية عليها لأن من يملكه تملَّك مصدراً للتمويل وإن كان للإرهاب يصعب وقفه لعقود إذا لم يتم انتزاعه منه عنوة وبأقصى قوة.

وبدون لف ولا دوران نقول بأن العالم المتقدم منذ عقود أعلن عن مصلحته في نفط الخليج بالذات لأنه الأرخص بالإطلاق، ففي الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان برميل النفط يصدّر إليه بعشرين دولاراً كان ذات البرميل يعود إلى المنتجين أو المصدرين بقيمة 5000 دولار على هيئة مشتقات من ذلك البرميل الرخيص، تُرى كم استفاد الغرب ذاته من هذا النفط الخليجي قبل أن يعود إليه بصوره المختلفة.

هناك نبرة واضحة لدى الغرب اليوم وأميركا على وجه الخصوص تدل على أن انخفاض أو ارتفاع سعر البترول لا يؤثر كثيراً في اقتصاده المبني في الأعم على نفط الخليج وأن اكتشاف أو استخراج النفط الصخري هو البديل القادم لضرب النفط الخليجي بالذات وهذا في حد ذاته إشاعة مغرضة لزعزعة الاقتصاد في المنطقة قبل أن يحدث ذلك، لأن البديل المقترح بحاجة إلى صرف مبالغ طائلة عليه حتى يستغني تماماً عن النفط الخليجي، والغرب في أزمته الاقتصادية الحالية والمستمرة ليس لديه المال الكافي لخوض هذا التحدي الجديد وإن كان قائماً وقادراً ولديه الإرادة المستقلة لفعل ذلك، حتى ولو من باب تضارب المصالح بين دول الغرب وأخرى في الشرق.

وإذا كان الأمر كذلك، أو إذا كان المستقبل هو مصلحة آنية للغرب أو في مزيد من الأنانية الاقتصادية، فعلى العقلاء في منطقة الخليج بالذات التركيز على مصلحتهم أيضاً حتى ولو تضاربت مع مصالح الغرب حتى لا يضطر الخليج لتغيير بوصلة مصالحه المستقبلية، فالترويج السلبي على أن نفط الخليج سينفد قريباً، هو مراد يُراد به بث «الرعب الاقتصادي» في نفوس البعض، كما تفعل جماعات الإرهاب فيما تقوم به من أعمال وحشية. إن من المنطق ألا تتم المبالغة في هذا النوع من «الترهيب والترويع» لأن النفط كغيره من السلع الخاضعة لدورة الاقتصاد العالمي الكلي فهي تخفض لظروف موضوعية وترتفع لذات الظروف ولكن الأهم ألا يستغل الغرب وأميركا ذلك لمآرب أخرى.