أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

رحل ملك وحضر ملك.. الاستقرار صناعة سعودية

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 24-01-2015

بينما كانت ألسنة السعوديين تلهج، وأيديهم ترتفع بالدعاء لمليكهم عبد الله بن عبد العزيز عند دخوله المستشفى نهاية ديسمبر (كانون الثاني) الماضي أملا في سلامته، بدءا من ولي عهده وانتهاءً بأصغر طفل سعودي، كانت التكهنات والتوقعات، من خارج البلاد، في أوجها حول مستقبل بيت الحكم. تذهب التحليلات وتأتي الأمنيات، وتتداخل الرغبات وتغيب الوقائع في كيفية انتقال الحكم للجيل الثاني، فلما كتب الله أمره، وانتقل الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز إلى ذمة الله، جاء الانتقال السلس للحكم، كعادة انتقاله بين ملوك السعودية منذ تأسيسها.
رحل الملك عبد الله بعد أن رسخ مكانة بلاده على المستويين الإقليمي والدولي. رحل بعد أن مر ببلاده بسلام من عاصفة ما يعرف بـ«الربيع العربي»، الذي بلغ أطراف حدود المملكة. رحل بعد أن قام بعملية إصلاح داخلي توافقت مع ظروف مجتمعه، ولم يقبل بأن تفرض أي إصلاحات مستوردة من الخارج. رحل بعد أن حول حلم الابتعاث الخارجي من طبقة الأغنياء إلى أفقر الأسر التي أصبح متاحا لها ذلك. باختصار رحل الملك عبد الله بعد أن حقق الحد الأقصى مما ينتظره منه شعبه، سواء كان ذلك داخليا أو خارجيا.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبعد سويعات قليلة من توليه الحكم، مارس مهامه كملك للبلاد، وهو الحاكم ابن الحاكم أخو الحكام، وأصدر أمرا ملكيا بتعيين ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز نائبا لرئيس مجلس الوزراء، كما سارع لاستكمال ترتيب انتقال الحكم مستقبلا، متخذا قرارا تاريخيا بنقل الحكم وللمرة الأولى في تاريخ الدولة السعودية للجيل الثاني من أسرة آل سعود، عندما عيّن الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، هذه الخطوة الكبيرة التي كان الجميع، داخليا وخارجيا، ينتظر موعدها، فلما أتى حينها، اتخذها الملك سلمان بشكل انسيابي وسلس، يتفق مع الظروف المحيطة وحاجة الدولة لها في هذه المرحلة. من يعرف سلمان بن عبد العزيز، يعرف أن للقرارات التاريخية رجالها، وهكذا هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
ليس جديدا هذا اللغط المتعمد الذي يثار في كل مرة عن مستقبل الحكم في السعودية، وليس جديدا أن عملية الانتقال كانت طبيعية أيضا، وليس فيها ما هو مستغرب، يرحل ملك عظيم ويحزن السعوديون حزنا عظيما، لكنهم يعلمون أن بلادهم ماضية في استقرارها.
قبل سنوات قليلة فقدت السعودية اثنين من أعظم قادتها في عام واحد، وهما وليا العهد السابقان الأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز، وعلى قدر الفقد الكبير لقامتين كبيرتين، وعلى قدر أن السعودية لا تنسى قادتها الراحلين، مع ذلك فالمملكة تعي أن عقارب الساعة لا تتوقف أبدا، وأن هذه البلاد تفقد رجالا وتنجب رجالا. الأشخاص متغيرون والمملكة باقية.
أمس وفي أكثر من قناة فضائية كان السؤال الذي يتردد عن عملية انتقال الحكم، كيف تمت بهذه السهولة؟ ما مستقبل الحكم في السعودية؟ فكانت إجابتي أن من لا يعرف طبيعة المجتمع السعودي، يردد مثل هذه التكهنات عن غموض عملية الانتقال هذه، على الرغم من أن كل الشواهد تؤكد أن هناك حسما ليس بمستغرب أو جديد، وكلما أمعن الآخرون في التشكيك في قوة مؤسسة الحكم السعودية، أثبتت هذه المؤسسة صلابتها وحنكتها واستمراريتها.
ظل كثيرون يرددون بلا دراية أو معرفة عمّا يصفونه بالضبابية في مؤسسة الحكم السعودية، فلما غاب ملك حضر ملك، واستمرت الدولة كما هي راسية مستقرة، أو كما قال العاهل السعودي أمس «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز (رحمه الله)، وعلى أيدي أبنائه من بعده (رحمهم الله)، ولن نحيد عنه أبدا».
الدولة السعودية من القوة والاستقرار بحيث تضرب مثلا في كل مرة تصيبها مصيبة.
نام الناس مساء الخميس والملك عبد الله ملك للبلاد، وصحوا من نومهم والملك سلمان مليكها. كم كانت الرسالة قوية وواضحة للعالم أجمع. عظيمة أنتِ أيتها السعودية.