أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

«قسائم» القراءة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

المشروع لافت ومختلف بكل المقاييس، وهو يخص تشجيع طلاب المدارس والجامعات على القراءة بدفع ثمن الكتب التي يشترونها، إنه مشروع رائد وغير مسبوق على مستوى الوطن العربي، ولا أدري إن كانت هناك مبادرات شبيهة به أم لا، لكنني أجده مبادرة حضارية ومؤثرة باتجاه إعلاء قيمة الكتاب وتكريس طقس القراءة الجماعية بين اليافعين على وجه العموم، فإن تتكفل بدفع كلفة الكتب لقارئ لا يمكنه أن يشتري هذه الكتب لأنها غالية ولأن قدرته الشرائية ضعيفة، يوازي أن تبني له مدرسة وأن تتكفل بتعليمه وتوفر له حياة مضاعفة، فالكتب عمر آخر يضاف لعمر الإنسان!
مبادرة كوبونات الكتب، عبارة عن موازنة ترصد مبلغ ثلاثة ملايين درهم يتكفل بدفعها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لصالح جميع طلاب مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، لدفعهم نحو الكتاب، ونحو المعرفة والكلمة، أي نحو أفق آخر وحياة مختلفة ومدارك جديدة، فبمجرد أن يفتتح معرض الكتاب يتم تنظيم رحلات مدرسية لجميع الطلاب مزودين بقسائم شراء مدفوعة القيمة يصرفونها داخل أروقة وأجنحة المعرض، لسد العجز في موازنة الطلاب الذين لا يستطيعون بطبيعة الحال أن يشتروا كتباً غالباً ما تكون غالية!

المبادرة على أهميتها تفتح الباب لبعض الملاحظات التي يمكن أن تدفع باتجاه تطويرها أو الدفع بها نحو آفاق متقدمة، انطلاقاً من فكرتها الرئيسة القائمة على تشجيع الطلاب على القراءة، أول تلك الملاحظات تخص توجيه هؤلاء الطلاب والطالبات الصغيرات نحو نوعية الكتب التي يحسن بهم قراءتها، صحيح أننا لا نريد أن نمارس سلطة أو وصاية فوقية على خيارات الطلاب، وصحيح أننا ندفع باتجاه أن يجدفوا في الحياة بطريقتهم لتقوى أذرعتهم وليتبنوا طريقهم بأنفسهم ويعتادوا القدرة على الاختيار وتحمل المسؤولية، وصحيح أننا نريدهم أن يتعلموا كيف يربوا ذائقتهم ويصنعوا ذوقهم، إلا أن السير في طريق ملتبس ومتكاثف ومليء بالمطبات يحتاج الى خارطة طريق، والى دليل وضوء يكشف عثرات الدرب تجنبا لأية مخاطر أو ضياع.

ليس على المعلم أو المعلمة أن يأمروا طلابهم بشراء كتب معينة، لكن عليهم أن يدلوهم على أفضل الكتب، أن يضعوا أمامهم خيارات واضحة ويتركوهم ليختاروا ما يريدون، فليس كل ما يشر يستحق القراة، وليس كل كتاب يناسب أي عمر، وهنا فإننا لا نقصد أن هذه الكتب تمس الأخلاق والقيم والدين، لكن هناك أموراً أخرى في القراءة لابد من مراعاتها، فلغة الكتاب مهمة، وكذلك أفكاره التي يطرحها ومدى مناسبتها لمدارك الطلاب ووجدانهم، كما أن دقة معلومات الكتاب مهمة، وهناك كتب تزيف الوعي وتكرس أخطاء فادحة فيما يخص التاريخ والدين والتراث، كتب مكتوبة بتعجل أو من دون منهج علمي، وهناك كتب مليئة بالأخطاء اللغوية وأخرى مكتوبة باللهجة العامية الركيكة أو المبتذلة مثلاً!

ماذا نريد من الطالب أن يستفيد من رواية هزيلة مكتوبة بالعامية ومليئة بالإسفاف؟ ولماذا نترك الطالب - تحت تأثير آراء زملائه أو دعايات مواقع التواصل - يندفع لشراء كتب لا قيمة لها؟ على المعلمين أن يكملوا دور المبادرة بأن يقوموا بدور الدليل الذي يضيء الطريق نحو الكتب والروايات والقصص ودواوين الشعر الجيدة، التي تناسب أعمارهم وثقافتهم وتخدم أهداف المجتمع من دفعهم نحو الكتاب! أما أن يتركوا هكذا يتنقلون بين ممرات المعارض على غير هدى ويشترون بناء على صورة الغلاف وإغراءات البائع فإننا نكون قد حرفنا المبادرة النبيلة عن هدفها العظيم!