شهدت العاصمة أبوظبي خلال الساعات ال"48" الماضية عددا من الأنشطة الأمنية والعسكرية المكثفة على شكل لقاءات مع مسؤولين عربا وأمريكيون وبريطانيون وفعاليات محلية أخرى، تركزت في مقابلات لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مع هؤلاء المسؤولين الأمنيين والعسكريين، إلى جانب نشاطات أخرى لمستشار الأمن الوطني الشيخ هزاع بن زايد. ففي أي سياق يجري هذا النشاط الأمني والعسكري المكثف؟

محمد بن سلمان ومحمد بن زايد

زار وزيرالدفاع السعودي محمد بن سلمان الدولة السبت في زيارة غير مخطط لها على إثر الأزمة السعودية الإيرانية والتقى فيها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وتباحث الجانبان التطورات في المنطقة وذلك قبيل اجتماع وزراء خارجية التعاون، واجتماع الجامعة العربية حول الأزمة مع إيران. 

ولوحظ أن تصريحات عبدالله بن زايد وزير الخارجية في مؤتمر صحفي بالقاهرة بعد الاجتماع العربي جاءت بمضمون جديد أكثر "حسما" في مواجهة إيران، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي وطهران لن تمنع من اتخاذ الدولة موقفا حاسما اتجاه إيران، وأن أبوظبي مستعدة بالقيام بمزيد من الخطوات في هذه الأزمة مساندة للسعودية.

محمد بن زايد ومستشار الأمن البريطاني

كما استقبل محمد بن زايد السير مارك ليال غرانت، مستشار الأمن القومي البريطاني الذي يزور الدولة حالياً. وجرى، خلال اللقاء، بحسب وكالة الأنباء الرسمية(وام)، تبادل وجهات النظر حول القضايا والمستجدات الإقليمية وتداعياتها الأمنية والسياسية على المنطقة، وجهود البلدين في دعم أسس الاستقرار والسلام فيها، وتنسيقهما المشترك في مكافحة التطرف والإرهاب.

وبطبيعة الحال، فإن هذه المناقشات لم تستثن تقرير لندن حول الإخوان، والذي انقسمت بشأنه الآراء،  بعضها اعتبر التقرير متوازنا، في حين اعتبر آخرون أن التقرير جاء مخيبا لآمال القاهرة وأبوظبي واللتين كانتا تتوقعان حظر الجماعة في لندن.

كما استقبل هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني السير "غرانت" وبحثا بصورة موسعة التنسيق الأمني بينهما وخاصة فيما يتعلق بالإخوان المسلمين ومحاولات أبوظبي المستميتة لشيطنة الجماعة، كما يرى محللون.

محمد بن زايد ورئيس شركة "ريثيون" العسكرية

و بحث  محمد بن زايد أيضا مع الدكتور توماس كينيدي، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة «ريثيون» الأميركية المتخصصة في أنظمة الدفاع، أوجه التعاون ومجالات التنسيق بين المؤسسات الوطنية والشركات الأميركية، والشراكات القائمة بين الجانبين، والصناعات المتقدمة وأهمية تعزيزها وتطويرها، بما يخدم مسيرة الصداقة والتعاون بين البلدين. دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، ولكن صفقات السلاح الإماراتية من الولايات المتحدة في تزايد، خاصة مع تخصيص ميزانية 2016 نحو 7 مليار درهم مخصصات للدفاع.

حفل القوات البرية

كما شهد ولي عهد أبوظبي في غضون الساعات ال"48"  في مدينة زايد العسكرية احتفال القوات البرية بيوم الوحدة ال 26 إلى جانب الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني .

وأشاد  محمد بن زايد " بالأدوار والمهام الوطنية التي تؤديها قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها داخل الدولة وخارجها بكل احترافية واقتدار".

وأوضح أن خطط التطوير والتحديث ستتواصل لكافة وحدات وأسلحة قواتنا المسلحة لتعزيز قدراتها وتمكينها من القيام بواجباتها الوطنية والإنسانية والذود عن حياض الوطن وترابه الغالي وحماية مكتسباته ومقدراته .

سياق النشاط الأمني والعسكري

النشاط العسكري والأمني لأبوظبي والمتواصل بصورة مستمرة يأتي في سياق التحالفات الجديدة العربية والدولية التي تم تشكيل 3 منها خلال عام واحد تقريبا، وأبوظبي عضو فاعل فيها سواء ضد داعش في سوريا والعراق أو ضد الحوثيين، فضلا عن التحالف الإسلامي الأخير الذي أعلنته الرياض للدول الإسلامية، وتحضير دول غربية لغزو ليبيا بذريعة محاربة الإرهاب وتزويد نظام الانقلاب بأسلحة ثقيلة من روسيا وصربيا وفرنسا وبريطانيا وغالبيتها تدفع من أموال الإماراتيين ويستهدف ذلك، الربيع العربي باعتراف الجهات التي تضغط باتجاه تشكيل "قوة عربية مشتركة" هدفها الأساسي فرض السيطرة "والاستقرار والأمن" ومواجهة التحديات الداخلية بالحديد والنار، كما يرى ناشطون.

وقد نتج عن ذلك تراجع في ميزانية الدولة وتراجع في الخدمات إلى جانب رفع الأسعار ومراجعة الرواتب وتعطيل المشاريع الاتحادية وخاصة التي تستفيد منها الإمارات الشمالية. 

ويخشى إماراتيون أن يكون التحركات الأمنية والعسكرية الجديدة وقودا جديدا لنزاع عسكري مباشر تتورط في الدولة في ليبيا أو سوريا والعراق خاصة أن وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش أبدى استعداد أبوظبي في أن تكون جزءا من أي حرب برية ضد داعش في سوريا والعراق وليبيا.