أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

مساحة للملل

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 22-02-2016


افتح هاتفك الآن وتساءل: كم تطبيقاً فيه لم تستخدمه منذ مدة؟ كم برنامجاً لم تفتحه إلا مرة واحدة لكنك أنزلته لأن شخصاً ما نصحك به؟ افتح دولابك وتساءل: كم قميصاً لم تلبسه منذ اشتريته؟ انظر إلى الكتب المتراكمة في غرفتك أو مكتبك وتساءل: كم كتاباً تنتظر الوقت المناسب حتى تقرأه؟ قف أمام المرآة وتساءل: كم مرة قررت ممارسة الرياضة ولم تفعل؟

من عادات الناس اليوم ملء جدولهم اليومي بالمهام والأعمال حتى ينجزوا أكثر؛ وينجحوا أكثر، والحقيقة تقول إننا لا نستطيع تحقيق كل أحلامنا. لا يمكننا أن نكون عازفين وفي الوقت نفسه نقاداً أدبيين، ومحللين سياسيين، ورياضيين بارعين، وأصحاب شركات ضخمة.. إلا أننا نحاول؛ لأن ذلك يمنحنا قيمة، لكننا لا ننجح! هل سمعت عن السؤال المُكَرَّر؟ إنه أهم سؤال في الوجود «لماذا؟»، وربما أقدم سؤال. «لماذا يا رب خلقت آدم؟»، أليس هذا فحوى سؤال الملائكة لربّ العزة؟ كم مرة سألت نفسك لماذا تفعل كذا وكذا؟ لماذا تحتفظ بكل هذه الثياب في خزانتك؟ لماذا تشتري كتباً تعلم أنك لن تقرأها في حياتك؟ لماذا تسافر إلى مدن لم تحبها يوماً؟ لماذا تعمل في وظيفة تكرهها؟ إجابتك عن هذا السؤال، بينك وبين نفسك، تشبه وقوفك أمام المرآة؛ إنه الفعل الوحيد الذي يُريك حقيقتك المجردة. أنا شخصياً أكرر هذا السؤال على نفسي كل يوم منذ سنوات عدة حتى أستدرك ما ضاع من عمري في فعل أشياء لا تمثلني أبداً. الإجابة عن هذا السؤال ساعدتني على معرفة نفسي أكثر، على رؤية الصورة الكبيرة للحياة، تلك الصورة التي تغيب عنا لأننا مشغولون بالتفاصيل جداً.

يُقال إن التخلي أصعب من التملّك. تحتاج إلى أن تتخلى عن بعض أحلامك، عن كثير من رغباتك وممتلكاتك، عن أصدقائك الذين «تظن» أنهم أصدقاؤك. تحتاج إلى أن تتخلى عن التافه وإن كان كبيراً.. عن المنصب والوظيفة، عن الرغبة في التملك والسيطرة، وعن محاولة كتابة رواية منذ سنوات عدة لأنك أدركتَ الآن أنك لست كاتباً. هل تعلم أن كلمة «أولوية» ظهرت لأول مرة في اللغة الإنجليزية في القرن الخامس عشر، ولم تُجمع إلى «أولويات» إلا في القرن العشرين؟ تُضحكني هذه الجملة «قائمة الأولويات»، لأنها تُفرغ المعنى من مكنونه، كأن يقول أحدهم «الفائزون بالمركز الأول»، لأن الحقيقة تقول إن الأول واحد فقط، وكذلك هي الأولوية.

يُقال إن نيوتن وآينشتاين كانا يُخصصان ساعة أو أكثر في اليوم للشعور بالملل والهروب من التزامات الحياة، فيجلس أحدهما وحيداً دون أن يفعل أي شيء. واليوم، كثير من رؤساء الشركات العملاقة يفعلون ذلك؛ حيث وجدوا أن الجلوس دون فعل شيء حتى الملل يصفي الذهن لكي يرى الإنسان نفسه بوضوح، ويساعده على التفكير بعمق في الأشياء التي تستحق التفكير. الملل ليس جلسة تأمل أو استرخاء، بل مساحة بسيطة في الحياة، مليئة بالنقاء والتجرد من كل شيء سوى الحقيقة. وعندما يتمكن الإنسان من الوصول إلى البساطة فإنه يفهم كيف يعمل الكون، تماماً مثلما فعل آينشتاين الذي قال إنه لو لم يكن فيزيائياً لكان موسيقاراً. يقول الدلاي لاما: «عندما تكون الحياة بسيطة تُصبح القناعة عملاً سهلاً».