أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

يسألونك عن السعادة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-02-2016


يسألونك عن السعادة، يقولون لك: هل أنت سعيد في حياتك؟ فيبدو لك السؤال سهلاً في البداية، ثم تكتشف أنه صعب جداً يشبه الورطة، فهذا السؤال حار فيه الفلاسفة والعلماء ورجال الدين.

لذلك فبمجرد أن تبدأ في الإجابة معتقداً أنك ستقول جملة أو جملتين، تجد نفسك تتحدث بلا نهاية، حتى تبدو الإجابة من نوع الحديث الذي بلا نهاية أو بلا توقف.

يختلط في إجابتك الشخصي بالعام، الدين بالسياسة، التاريخ بالواقع، الوظيفة بالدراسة، العائلة بمكان السكن، أنت بالآخرين؛ يختلط كل شيء بكل ما حولك وما تعرفه من آيات القرآن وأمثلة الرضا، وقوانين القناعة والأساطير وحكايات الناس والصالحين. كل ذلك لتقدم إجابة مقنعة، تقنع فيها نفسك أنك فعلاً تعرف معنى أن تكون سعيداً، ومن ثم تقنع الآخرين بعد ذلك بوجود هذه السعادة!

ليس سهلاً أن تكون سعيداً في هذه الأيام، ليس لأن أسباب السعادة غير متوفرة؛ ولكن لأن الإنسان لم يعد قنوعاً، كما لم يعد يقتنع بسهولة بما لديه. ثقافة الاستهلاك استشرت بين الناس حتى أصبحوا لا يعرفون سبباً للاقتناء والشراء سوى منطق الاقتناء للاقتناء، لمحاكاة غيرهم، لعلاج النزعات النفسية مثل الغيرة وعُقد النقص وتغطية الخلل في بعض جوانب ذواتهم وشخصياتهم.

بعض الناس يخفون عيوبهم بالمكياج، وبعضهم بعمليات التجميل، وبعضهم بالاستهلاك الشره الذي كلما أمعن الإنسان فيه ذهب بعيداً إلى درجة عدم القدرة على التوقف!

لقد أجريت دراسات كثيرة حول السعادة والإنسان السعيد، قامت بها جامعات عريقة مثل جامعة هارفارد مثلاً، أو مراكز بحثية رصينة؛ هذه الدراسات تدخل ضمن تصنيف معرفة وتتبع سلوك الإنسان المعاصر في المجتمعات الحديثة وتأثير ثقافة الاستهلاك والرفاه المادي على قيمه وعلاقاته الاجتماعية، وخاصة في مجتمعات التمدن والرفاهية القصوى كالولايات المتحدة ودول أوروبا.

وقد اتضح من خلال استطلاعات الرأي وإجابات المبحوثين أن الإنسان كلما ازداد رفاهية وتطوراً ازداد قلقه وتوترت حياته وضعفت علاقاته الاجتماعية، وأن المال وثورة التكنولوجيا وانفجار المعرفة لا تنعكس إيجاباً على قيم السعادة والرضا حتى وإن أثرت إيجابياً على أسلوب الحياة ومتوسط العمر، ومسَّت الصحة وغير ذلك! ولذلك تزداد الحروب وتكثر الصراعات والأمراض والقطيعة بين الناس!

السبب هو أن السعادة قيمة داخلية تنبعث من داخل الإنسان، ثم تتعزز بمجمل الأسباب الخارجية؛ الخارج عامل مهم جداً، لكنه عامل مساعد أو محفز لا يصنع السعادة، لكنه يساعد على وجودها. السعادة نصنعها نحن، بقناعاتنا وبمستوى الرضا، وبالزاوية التي ننظر منها لكل ما حولنا، وبالتقدير الذي نكنه لمحيطنا!