أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

حِكَم الصالحين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 24-06-2016


ما أحوجنا في هذه الأيام المباركة للاقتراب من حياة الصالحين، والتعرف على النماذج المضيئة من أسلافنا الذين استمدوا نزعتهم المعرفية والعلمية وحكمتهم الفلسفية وأفعالهم السلوكية من روح الإسلام، وملؤوا بها الأرض نوراً وفضلاً وتقوى وحكمة.. حتى بلغت أنوارهم آفاق العالم. ولن نستطيع هنا أن نوفيهم حقهم، لكننا نحاول أن نستخلص من أقوالهم وأفعالهم بعض المعاني والحكم، لعل ذلك يرشدنا للطريق المستقيم.

حينما سئل التابع الجليل حاتم الأصم: كيف تخشع في صلاتك؟ كانت إجابته خارطة طريق لمن يريد إتقان الخشوع في صلاته، حيث قال: أقوم فأكبر للصلاة وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتأمل صلاتي، وأظنها آخر صلاة لي، فأكبر الله بتعظيم، وأقرأ وأتدبر، وأركع بخضوع، وأسجد بخضوع، وأجعل صلاتي لإظهار الخوف من الله عز وجل ورجاء رحمته، وأتبع ذلك الإخلاص، ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا.

ونجد مثل هذا الورع أيضاً عند أحد العارفين بالله، وهو ميمون ابن مهران الذي كان إذا سمع القرآن ارتعدت فرائصه ووجل قلبه وغشيه الخوف من ربه، حيث يقول: إن الذي يحفظ القرآن الكريم ولا يتقرب بقراءته لله تعالى، فإن القرآن لا يبقى ساطعاً في صدره ولا مضيئاً في جوانحه. وقد قسم القراء إلى أربع فئات: فئة تلتمس من قراءته الأجر وعرض الدنيا، وفئه تريد أن تجادل به، وفئة تباهى بأنها من حفاظه، أما الفئة الرابعة فتتعلمه وتطيع به الله عز وجل وتتقرب إليه، وهي خير هذه الفئات.

أما سفيان الثوري، الذي كان حريصاً على إبقاء قلبه نظيفاً من حب الدنيا ونفسه طاهرة من الكبر والزهو والخيلاء والفخر والرياء، فكان عندما يجلس للدرس ويجد أن الآذان تتعلق بمنطقه الرائع والقلوب تتوله لمعانيه النفيسة والأعين تمتد إليه ولا تريد أن تفوتها حركة من حركاته، حيث يسكت الناس وكأن على رؤوسهم الطير، فيجد سفيان لذلك أثراً من الارتياح في نفسه، لكن سرعان ما يعتريه الخوف من أن يكون ذلك إعجاباً أو فخراً أو خيلاء.. فيستغفر الله ويطوي أوراقه ويقول كلمته: «أُخذنا ونحن لا نشعر». وعندما سئل: لماذا لا يجلس للعلم، قال: والله لو علمت أنهم يريدون بالعلم وجه الله تعالى لأتيتهم في بيوتهم وعلمتهم، لكنهم يريدون به المباهاة وقولهم حدثنا سفيان الثوري.

وكان العالم الجليل الحسن البصري إذا فرغ من حديثه وأراد النهوض من مجلسه، يقول: اللهم طهر قلوبنا من الكبر والنفاق والرياء والسمعة والريبة والشك في دينك، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واجعل ديننا الإسلام القيم.

وحينما سئل العالم الورع الفضيل بن عياض التميمي عن أسباب إجابة الدعاء، قال: لو خلا قلبك من أي شيء حتى لا يكون فيه مكان لغير الله سبحانه وتعالى، لم تسأله شيئاً إلا أعطاك إياه. لأن الله لا يستجيب دعاء ذي قلب غافل، ولأن الذنوب -كما يقول مجاهد بن جبر- تحيط بالقلوب كقبضة اليد. وإن محبة الله عند أبوبكر الشبلي تشبه كأساً لها وهج، إن استقرت في الحواس قتلت، وإن سكنت في النفوس أسكرت، فهي سر في الظاهر ومحبة في الباطن، لذلك يقول الشيخ الشعراوي: إذا أردت رؤية الدنيا بعد موتك فانظر إليها بعد موت غيرك وكيف نسيه الآخرون، لكي تجعل حياتك «كلها لله»، فهو الوحيد الذي لا يَنسى وأحسِنْ علاقتك معه فهو الوحيد الذي لا يفنى.