أحدث الأخبار
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد

الحياة خارج صندوق الاعتبارات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-07-2016


الإبداع هو أعلى درجات القلق الوجودي، وكصفة هو نزوع مسيطر للتعبير عن الذات، كامن في وجدان المبدع لا يغادره أبداً، يكشف عن نفسه في حالة تجلٍّ لها علاقة بظرف أو مشهد يستفز في المبدع شيئاً ما يدفعه ليكتب أو يرسم، لذلك فلا بد أن يكون المبدع متحرراً من الارتباطات والانتماءات الوظيفية، حيث لا إبداع دون حرية.

الثابت أنه لا علاقة مؤكدة بين الإبداع (في الكتابة والرسم والموسيقى) وبين الفقر أو الغنى، أو بينه وبين شكل وطبيعة النظام السياسي، نعم هناك علاقة مؤكدة بين الإبداع والحرية، والدراسة والموهبة، لكن جينة الإبداع تولد مع الإنسان وتشق طريقها داخله سواء كان فقيراً أو غنياً، رجلاً أو امرأة.

كان ليو تولستوي سليل أسرة روسية إقطاعية من طراز رفيع، والده كونت ثري جداً، وأمه أميرة روسية، هذا الثري المرفّه الذي عاصر نهايات دولة القياصرة في القرن التاسع عشر اعتبر حتى اليوم واحداً من عباقرة فن الرواية على مستوى العالم، حتى إن رواياته المعروفة (أنا كارنينا /الحرب والسلام) لا تزال تطبع وتوزع إلى يومنا هذا.

أما (تشارلز ديكينز) الذي يصنّف أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري بإجماع النقاد، فقد ولد وأمضى طفولة بائسة بسبب سجن والده والعدد الكبير لعائلته، الأمر الذي جعله يترك المدرسة باكراً، ويلتحق بوظيفة حقيرة لتوفير شيء من المال لإعالة أسرته، ديكنز مبدع حقيقي ما زالت دُور النشر تواصل طباعة رواياته الشهيرة (أوليفر تويست / قصة مدينتين / ديفيد كوبرفيلد)!

ومثل الأدب هناك رسامون مبدعون تعتبر أعمالهم الأشهر والأغلى سعراً اليوم، مع ذلك فقد عاشوا حياة بائسة محاطة بالكثير من الألغاز وعلامات الاستفهام أحياناً، أو عاشوا مصابين بأمراض لا شفاء منها، كفنان عصر النهضة الشهير (ليوناردو دافنشي) الذي يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية، هذا الفنان لم يكن سوى طفل غير شرعي ظل يعاني حالة قلق وعدم رضا عن أعماله برغم عظمتها، أما الهولندي (فنسنت فان جوخ) صاحب اللوحات الأغلى في العالم، فقد كان مصاباً بالصرع ومات به، ومثله كان الروائي الأميركي الشهير أرنست هيمنجواي الذي تخلص من اكتئابه الملازم بطلقة مفاجئة من بندقية صيد كانت تلازمه دوماً!

يولد المبدع مشحوناً بملكة إبداعه أياً كانت، ويؤمن في وقت مبكر بأنه ولد منذوراً لهذا الطريق، فيعيش هاجس إبداعه ويتعامل معه بكل عذاباته وآلامه وتشظيات روحه، يعيش ليكتب كما فعل (جارسيا ماركيز)، أو ليرسم كما جوخ ودافنشي، أو ليكتب أروع السمفونيات، حتى لو اضطر إلى بيعها ليعيش، كما فعل العبقري النمساوي (موزارت)، حينما ذهب إلى فرنسا باحثاً عن فرص أخرى للشهرة والمجد!