أحدث الأخبار
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد

مؤتمر القمة العربي ومسؤولياته الملحة

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 21-07-2016


دعنا نكنْ صادقين مع أنفسنا إلى أبعد الحدود. فقد كان من المفروض، سياسياً وأمنياً والتزاماً قومياً أخلاقياً، أن ينعقد مؤتمر القمة العربي مرتين أو أكثر كل سنة، ليحاول المساعدة على إطفاء الحرائق الهائلة التي عمت الوطن العربي في السنوات الخمس الماضية. كانت أهوال الأحداث وتعقيداتها تستدعي ذلك، وأكثر من ذلك.
ذاك أسف وعتاب تتقدم بهما الأمة إلى قادتها. ولأن الكثير من الوقت قد ضاع فإن المنطق يستوجب ألا يكون اجتماع القمة العربية بعد أسبوع اجتماعاً عادياً وروتينياً، وإنما يتحمل ذلك الاجتماع مسؤولية تاريخية مفصلية في حياة هذه الأمة. من هنا ننتظر أن ينظر المؤتمر في تبني الآتي:
أولاً- في مواجهة كل المحاولات الخارجية إنهاء العمل العربي المشترك، من خلال طرح مشاريع شرق أوسطية مشبوهة وهادفة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، هناك ضرورة لتكوين فريق من الساسة والمفكرين وممثلي المجتمع المدني، لوضع مشروع إصلاح شامل لمؤسسة الجامعة العربية، حتى تصبح مؤسسة قوية وقادرة وفاعلة وذات صلاحيات واسعة، وممثلة لا للحكومات فقط، وإنما للشعوب أيضاً.

إن ترك الجامعة العربية في ضعفها الحالي، وقلة حيلتها قد أصبح جريمة بحق وحدة هذه الأمة ونهوضها المشترك، وأحلام شعوبها المستقبلية.

ثانياً- لقد أصبح جنون الجهاد التكفيري العنفي، المشوّه لصورة العرب وروح ثقافتهم، الدين الإسلامي، أصبح كارثة كبرى في حياة هذه الأمة. وهناك حاجة ملحة لمواجهة هذه الكارثة. بجهد عربي مشترك له منطلقات فكرية واحدة، وله خطوط حمر واحدة، لا يتخطاها أي قطر عربي بسبب مصالحه القطرية الذاتية، وله أساليب مواجهة سياسية وأمنية وإعلامية واحدة متناسقة متناغمة.
من هنا، الأهمية الملحة لتكوين فريق آخر ليقترح استراتيجية عربية مشتركة يتبناها الجميع ويوقعها الجميع ويعمل بها الجميع، من دون أي استثناء. هذه الاستراتيجية يجب أن تتعامل أيضاً مع موضوع الانقسامات الطائفية في حياة الأمة التي أصبحت تسمم حياة الأمة السياسية وتساهم في استحالة العمل العربي المشترك.
ثالثاً- لقد أدى ضعف وسقم الجامعة العربية من جهة، وانغماس البعض في موضوعي الجهاد التكفيري والانقسام الطائفي، أدّى كل ذلك إلى وجود خلافات وصراعات وسوء فهم فيما بين هذا القطر العربي أو ذاك، على المستويات الرسمية والشعبية.
وبسبب ذلك انفتح المجال للتدخلات الأجنبية التي ساهم أكثرها في إشعال مزيد من الخلافات والصراعات.
من هنا الأهمية القصوى للنظر في وجود فريق من ذوي النوايا الحسنة، وغير المنغمسة في وحول الصراعات، يناط بأعضائه القيام بمهمات الوساطات وتقريب وجهات النظر، وجمع الأطراف المتحاربة حال وجود المشكلات وقبل تطورها إلى حالات اللاعودة واللاحل. من العيب علينا انتظار تدخلات هيئة الأمم، ووزراء خارجية الدول الأجنبية، من أجل إطفاء حرائقنا. وفي الواقع فإننا قد أصبحنا عبئاً ثقيلاً ومملاً على العالم كله.
إن الوضع الصعب الخطر الذي تعيشه الأمة العربية، وتكالب الأعداء والشامتين عليها من كل حدب وصوب وانقسام أنظمتها السياسية المريع والعبثي في كل كثير من الأحيان، إن كل ذلك يحتم الانتهاء من كل ذلك خلال بضعة شهور. إذ هناك حاجة مصيرية لانعقاد مؤتمر قمة عربي آخر خلال ستة شهور قادمة للنظر فيما يقدّم للرؤساء من مقترحات وإقرارها.
سيكون مفجعاً لو أن قادة هذه الأمة لم يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية التاريخية التي تحتمها الأحداث المفجعة المتلاحقة التي ستكون لها آثار وخيمة على مستقبل هذه الأمة.
إننا نذكر قادة الأمة الذين سيجتمعون بعد أسبوع بأن الكيان الصهيوني لن يهدأ قبل تدمير وتمزيق الأمة، وبأن دول الجوار قد قررت أن تملأ الفراغ الذي أوجده ضعف هذه الأمة وتمزّقها، وعدم تفاهم أجزائها مع بعضها بعضاً، بأن المجتمعات العربية تغلي وترعد وتبرق وقابلة للانفجارات الهائلة. إن مسؤوليتهم كبيرة، وعليهم تحمّلها بالكامل وبالسرعة القصوى، وبأعلى درجات الالتزام القومي والأخلاقي.