أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

لنتحدث عن الكتب « -2 2»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-10-2016


بسبب قصة الحب الطويلة والمستمرة بيننا، سيبدو غريباً إن أنا قلت الآن بأنني صرت لا أحب الاصطدام بهذه الكتب، فحين تقع عيناي على المجموعات التي اشتريتها من معارض العام الماضي والذي قبله أشعر بالأسى، فأتجنب الاقتراب منها، ومن تلك التي أرسلها لي صديقي بائع الكتب الجميل من القاهرة أخيراً، مانعة نفسي من متعة الجلوس على الأرض كي لا تلتهمني الفتنة، وأنا مستغرقة في تقليب الصفحات وقراءة الفهارس والتعرف على المؤلفين ورسامي الأغلفة، أنسى مرور الوقت واقعة في الحلم، فأحلم وأحلم بما يكفي لكتابة عشر روايات دفعة واحدة!

لذلك أتجنبها حين لا أجد الوقت لقراءتها، لأنها جميلة إلى هذه الدرجة، وواثقة وشهية ومكتنزة بالمتعة، أعرف ذلك من عناوينها وأسماء مؤلفيها وبعض الأسطر التي أختلسها من تحت الأغطية آخر الليل، حين أوقن أن كل القراء قد ناموا، وأطفأت كل مكتبات الدنيا أضواءها.

أفكر كيف انتصرت الانشغالات التافهة على جيوش الكتب؟ كيف لم أقرأ سوى كتابين هذا الشهر، كيف التهمتْ الأوجاع عشب الروح فلم تترك لهذه الكتب الشبيهة بالفقمات اللامعة والأرانب الناعمة شيئاً أتقاسمه معها، فلم يعد لدي وقت لاستكمال موسوعة جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب التي أهداها لي صديق عزيز منذ عدة سنوات، أو كتاب المثقفون لسيمون دي بوفوار من ألف صفحة، أو بقية روايات إبراهيم الكوني أو ميلان كونديرا، أو حتى الجزء الثاني من رائعة ديستويفسكي «الإخوة كرامازوف» الذي لم أقرأه!

في أوقات كثيرة لا يوجد فيها انشغالات لكنني أفقد شهية القراءة، وهذا يشعرني بالعجز ويجعلني أكره الكتب لأنها لا تبذل جهداً كافياً لإغرائي، أشيح بوجهي عنها وأهرب كشخص بترت ساقاه فصار يكره الطرقات كما يتحاشى الوقوع في الحب!

مر زمان فقدت فيه إرادة إنهاء رواية حتى النقطة الأخيرة، لأن معظم الروايات لا تكتب للقراءة، ولكن لتصل إلى لجان تحكيم الجوائز، فاللغة مملة، الأحداث بطيئة، كما أنها فوق ذلك مليئة بالثرثرة والأخطاء المطبعية وبلادة الترجمة.

المعارض مواسم حصاد، وفي كل موسم حصاد، تنتعش فينا غريزة التباهي بمحاصيلنا الجديدة، فنمعن في اقتناء مئات العناوين والعودة بعشرات الأكياس المنتفخة، مدفوعين بحب نحسبه لم يخبُ ولم تنل منه عواصف التحولات، ونتوهم أن المؤلفين لا يزالون يسيرون على طريق تولستوي ونيرودا ومحفوظ ودرويش ويوسا وساراماغو واورويل وأننا ما زلنا في عنفوان الشغف وبمقدورنا ممارسة القراءة كل لحظة!