أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

المعادلة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

كان كتاب «شروط النهضة» للفيلسوف الجزائري مالك بن نبي والذي صدر لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1948 من أكثر الكتب التي يمكن أن نجد فيها خريطة طريق حقيقية لفهم مشكلات عالمنا العربي والإسلامي، فهذا العالم بكل إمكاناته وثرواته وموارده البشرية يتخبط في عدد لا يحصى من المشكلات منذ قرون طويلة لا يكاد يخرج من محنة حتى يدخل محنة أشد وأكبر، ما بين غزاة طامعين وحملات حاقدة واستعمار قاس واحتلالات وصراعات وشركات عابرة للقارات وحروب وفتن طائفية ومذهبية وتنظيمات تحاربنا وتدمر أراضينا نيابة عن الآخرين... الخ.

هذا العالم العربي بكل إمكاناته ظل كما يصفه مالك بن نبي كمريض يعرف أنه مريض لكنه لا يعرف العلاج فيدخل كل مرة إلى صيدلية مختلفة يصف له طبيبها دواء مختلفاً عن الطبيب الذي سبقه، لهذا ظل يدور في الحلقة المفرغة دون أن يتمكن منذ بدأت مرحلة انهياراته الكبرى منذ قرون والتي يحددها بن نبي في اللحظة التي بدأت الفكرة الدينية أو المنظومة الأخلاقية للمجتمع الإسلامي بالانهيار مع بداية مرحلة الصراعات على الملك والاختلاف على أسس لا تمت للعقل والقيم بقدر ما تمت للمصالح الضيقة والمذهبية والشخصية، لم يستطع هذا العالم رغم القرون الطويلة التي ظل يبحث ويجرب كل الوصفات أن يضع إصبعه على مكمن العلة الحقيقية، ولم يتمكن من تعاطي العلاج الصحيح، لأنه لم يعرف المعادلة السليمة، لبناء الحضارة التي يحلم باستعادتها منذ قرون طويلة.


مشكلة عالمنا أن السياسي له طريقة في العلاج، والاقتصادي له وجهة نظر أخرى، والعلماني يقول كلاماً والمتدين يطرح حلاً مناقضاً، لكن الجميع يتفقون على استجلاب منتجات وأفكار وتوجهات ونظريات لا علاقة لها بهذا العالم، بينما يؤكد بن نبي أن الحضارة هي التي تلد منتجاتها وليس العكس، فليس واجباً لكي ننشئ حضارة أن نشتري منتجات حضارات الآخرين فذاك غير مجد أبداً، فحتى ينتج العالم العربي حضارتَه في زمانه هذا كان شرطاً أن يرجع إلى تلك الصيغة التي تصنع كل ناتج حضاري وهي (الحضارة = إنسان + موارد طبيعية + وقت أو زمن يتم خلاله تأسيس وبناء هذه الحضارة).

لكن هذه العناصر الثلاثة لكي تتفاعل – كما يقول بن نبي - في الاتجاه الصحيح لابد من تدخل عامل مهم يؤثر في مزج العناصر الثلاثة، تلك هي منظومة الأخلاق والقيم أو ما يسميها هو (الفكرة الدينية) التي رافقت إنتاج كل الحضارات خلال التاريخ، لذا نستطيع القول اليوم إن مشكلة المشاكل في عالمنا العربي ليس في قلة الموارد وانعدام الثروات والإمكانات والبشر والنفط والعلم و... ولكن في انهيار منظومة القيم والأخلاق، حيث تنتشر العمالة والفساد والظلم والقمع والاستعباد والتكالب على السلطة على حساب الأوطان ومصالح الناس، ويتم التضحية بالجماهير والفقراء بصناعة الفقر والدفع بكل الوسائل، لتغذية أحزمة الفقر والمعدمين والمهمشين والشباب العاطل، ليكونوا أداة بيد التيارات المتطرفة من صناع الحروب والخراب والتطرف الديني.

عالمنا العربي بحاجة لعقلاء ولعقل ولأخلاق، وليس لمفاعلات نووية وأسلحة وحروب وأمراء حروب ومرتزقة ومتطرفين، ليتمكن من تعديل مساره، وإنتاج حضارة تليق به وبإمكاناته وبحقيقته، وهو قادر ومستطيع بشرط أن يعرف كيف يمزج العناصر المتوفرة فيه وكيف يستغل بشره وثرواته وكيف ينتبه لكل هذه المؤامرات الإقليمية والدولية التي تدور لتجريف أرضه من كل عوامل القوة والتمكن.