أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

قانون الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-04-2017


في روايته «المخطوط القرمزي»، التي نال بها جائزة بلانيتا كأهم جائزة للرواية الإسبانية، يسرد أنطونيو جالا حياة وسيرة «أبو عبد الله الصغير» آخر ملوك بني أمية في الأندلس، على شكل يوميات عثرت عليها بعثة فرنسية ضمن مخطوط قرمزي اللون «لون الورق الذي كان يستخدمه آخر ملوك الأندلس»، بحسب مقتضيات السرد الروائي للرواية!

في أحد فصول الرواية يتحدث أبو عبد الله عن طفولته فيقول: «أتمنى أن تكون طفولة ابني أكثر فرحاً من طفولتي، أتصور أن الطفولة كنز ينتزعونه منا شيئاً فشيئاً، لذلك أتمنى أن يجد ابني أشخاصاً كالذين التقيتهم خفية تقريباً، وهم من قربني من العالم، ولولاهم لما عرفت شيئاً، أو لكان ما عرفته عن الحياة الحقيقية قليلاً، فمنهم تعلمت لغة الصدق، والفضاء المتنوع، ونبض المشاعر الأولية التي هي الأنقى، بعيداً عن قناع المجاملة التي تشوهها إلى حد الاقتلاع»!

مع استمرارك في القراءة، تكتشف هؤلاء الذين أشار إليهم أبو عبد الله الصغير بقوله: «الأشخاص الذين قربوه من العالم..» إنهم مرضعته صبح، والبستاني الذي عمل في قصر جده، ووالده فائز الجنائني، وعمه السمين جداً يوسف، وخادمه الزنجي مولى، وبالفعل فهي شخصيات ثرية جداً، اجتهد المؤلف في رسمها بعناية، جاعلاً منها محركات مؤثرة في حياة ملك تضاربت الأقوال حول دوره في سقوط غرناطة وتسليم مفاتيحها للفرنجة، وخاصة في ظل تلك العبارة التقريعية المؤلمة «ابك اليوم مثل النساء ملكاً لم تحفظه كالرجال» المنسوبة إلى والدته وهي تبحر معه من الأندلس متوجهين إلى منفاهما الأخير في المغرب!

يستوقفك في الخادم مولى فلسفته في الحياة، خاصة عندما كان يقول للأمير وهو صغير: «تعلمت من الأندلسيين أيها الأمير أفضل درس، تقليص الحاجات من أجل تقليص العذابات، فالحاجات يكلف إشباعها كثيراً»، بهذا الدرس توصل «مولى» إلى أن الأشياء التي يحتاج إليها صارت قليلة جداً، وأن هذه الأشياء القليلة صار مع الزمن يحتاج إليها بشكل أقل فأقل، وبذلك توصل إلى سر السعادة الحقيقية التي لا تكمن في أن نمتلك ولكن في أن لا نحتاج!

اليوم وحين تتلفت حولك تجد أن جذر الصراع قائم على تضخيم المعنى المعاكس لما قاله «مولى»، فمعظم الناس تضخم احتياجاتها وما تملك، حتى تشعر بالقوة والنفوذ كما يعتقد الكثير من الناس، وبذلك فهم كلما امتلكوا أكثر صاروا يحتاجون أكثر، والدائرة مفرغة لا تنتهي! يقول سقراط: «من يستطع أن يستغني عن الضروري يكن من أقوى البشر»!