أحدث الأخبار
  • 09:56 . مرسوم اتحادي بشأن تنظيم السير والمرور يخفض سن القيادة... المزيد
  • 08:58 . العين ينجو من الخسارة أمام ضيفه دبا الحصن... المزيد
  • 08:15 . قصة احتيال غريبة.. هندي ينتحل صفة قاضٍ ويدير محكمة وهمية طوال خمس سنوات... المزيد
  • 07:55 . سفينة مساعدات إماراتية للبنان تصل مرفأ بيروت... المزيد
  • 07:15 . "خطة اليوم التالي للحرب".. كيف تسعى أبوظبي لإفراغ غزة من المقاومة؟... المزيد
  • 06:38 . الصين تعرض على أفغانستان تجارة بدون جمارك... المزيد
  • 06:14 . رئيس الموساد يتوجه إلى الدوحة الأحد وسط معارضة من الوزراء المتشددين... المزيد
  • 05:45 . "تعليم أبوظبي" تنشر السياسة الجديدة لسلوك الطلبة في مدارس الإمارة... المزيد
  • 05:39 . قوات الاحتلال تفرج عن الناشط عبود بطاح بعد ساعات من اعتقاله... المزيد
  • 12:30 . مقتل ثلاثة صحفيين في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان... المزيد
  • 11:37 . الأهلي بطلاً للسوبر المصري على حساب غريمه الزمالك... المزيد
  • 11:32 . قوات الاحتلال تقتحم مستشفى كمال عدوان ومذبحة جديدة بخان يونس... المزيد
  • 08:01 . شباب الأهلي يدك شباك الكويت الكويتي في دوري أبطال آسيا-2... المزيد
  • 07:56 . الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية في جباليا... المزيد
  • 07:45 . رئيس الدولة يعزي أردوغان في ضحايا هجوم أنقرة... المزيد
  • 08:35 . الإمارات تتقدم مركزاً في تصنيف الفيفا الجديد... المزيد

الأفول واستعادة النهوض

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

كانت الأمة الإسلامية ذات يوم مركز حضارة ومنارة إصلاح وإرشاد، وكان لها تأثير كبير على أوروبا وبقاع واسعة من العالم في كل المجالات العلمية والفكرية والثقافية والأدبية والاقتصادية والسياسية، وذلك بتأثير من القوة الإصلاحية الهادية التي اكتسبتها بفضل الإسلام كرسالة سماوية جاءت لإنقاذ البشرية من حالة الجهل والظلام التي كانت تعيشها.

لكنّ خللاً أصاب الأمة الإسلامية وجعلها تعيش حالة من الأفول، بعد أن بدأت تهجر العمل بما أرشدها الله إليه في القرآن الكريم، واكتفت من هذا القرآن بترديد آياته وألفاظه وحفظ سوره وجعله مجرد تعاويذ للتبرك في البيوت والمناسبات والاحتفالات، وتوقفت عن العمل بما نصت عليه سوره وما دلت عليه آياته، أي عن التعمق والتدبر في كنوز هدايته، كما انقطعت عن الاهتمام بتطوير العلوم التي أشعلت لها نور الحضارة وحققت لها تقدماً مذهلاً، وتوقفت عن الاجتهاد، وأهملت البحث العلمي والفكر الإبداعي، وتركت العلم ينتقل إلى غيرها.. وبذلك طوى النسيان كثيراً من الأمجاد العلمية التي عمل الأسلاف على صنعها لهذه الأمة، فتكالب عليها أعداؤها من كل جانب بعد أن سقطت رهينة لحالة التخلف والضعف، واستغلت أوروبا التي كانت تعيش في ظلام وتخلف ذلك الأفول لتخرج من خلاله إلى حالة النهوض؛ فاهتمت بدراسة العلوم التي أسّسها المسلمون ثم أهملوها، وأعادت الحياة للبحث العلمي وقامت بتطويره واستكمال مسيرة الوهج الحضاري التي أشعلها المسلمون.

وقد أخبرنا القرآن الكريم عن مثل ذلك الخلل الذي أصاب الأمة الإسلامية على امتداد قرون عدة، وحدد معالمه وإشكالياته في الآيات القرآنية التي تتحدث عن نكوص الأمم، ودلنا على الطريق الصحيح والمنهج السوي الذي يفترض اتّباعه للخروج من حالة الضعف والتخلف إلى حالة القوة والارتقاء والتقدم، وأرشدنا إلى الأخذ بما فعله الأسلاف الذين أشعلوا نور الحضارة ونشروها في العالم كله، حيث تبين أنه من خلال آيات القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال السلف الصالح وكنوز التراث الإسلامي الضخمة، يمكن للأمة أن تنهض مجدداً وتستعيد مشعل الحضارة والارتقاء وتصبح أمة في مقدمة الأمم. ومن شأن ذلك أن يكشف لها أسباب الخلل، فتبتعد عن موجباته إلى التعمق في العلم والمعرفة بكل وسيلة، ما يحثها على البحث والتأمل والنظر والاجتهاد وإعمال الفكر، وصولاً إلى الهدف المنشود.

لقد أصبح مثل ذلك الأمر في عالم اليوم ضرورة قصوى من ضرورات العصر للتغلب على العديد من المشكلات والأزمات التي يعاني منها العرب والمسلمون، وهذه الضرورات لن تتحقق لهم إذا لم يصلحوا هذه المعادلة بما يحقق الخروج من الخلل الحالي الواسع، عبر النظر إلى ما أوصى به القرآن الكريم بعين الدقة والفحص حتى تكون للمسلمين نهضة حقيقية تجعلهم قادرين على الإسهام بجدية في حضارة العالم المعاصر.