إقبال كبير وحضور لافت كان المشهد يوم أمس عند مراكز تسجيل الدفعة الأولى من أبناء الوطن المجندين للالتحاق بالخدمة الوطنية، الذي بدأ صباح أمس ويستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي. ففي مركز تجنيد الشارقة في معسكر الرحمانية، على سبيل المثال، كان الزحام شديدا للغاية منذ الصباح الباكر، وتوافد الشباب ممن أنهوا الصف الثاني عشر للالتحاق بالدفعة كان جميلا للغاية، وهم يسعون نحو أنبل والغايات لنيل شرف الانضمام.
ومع الحماس الكبير الذي أظهره شباب الوطن لتلبية نداء الواجب الذي كان كبيرا، إذ سارع الكثيرون للتسجيل دفعة واحدة، بدا لهم وهم يتزاحمون وينتظرون خارج المبنى وفي سياراتهم، أن هناك بطئا في إجراءات التسجيل وسير النظام، رغم إعلان هيئة الخدمة الوطنية عن انتهاء الاستعدادات لانطلاق وإتمام عملية التسجيل بسهولة ويسر. وربما كان سبب التزاحم في اليوم الأول هو عدم علم الشباب بأن التسجيل ممتد لأيام، وعلى فترتين صباحية ومسائية، ما أدى إلى إرهاقهم في يوم رمضاني حار.
وهو حال آلاف الشباب الذين تقدموا للالتحاق بالقوات المسلحة ووزارة الداخلية »مرشحين«، الذين ينتظرون يوميا من الصباح إلى المساء لإنهاء إجراءات الفحوص الطبية المقررة، ويعودون دون أن يتمكنوا من إتمام ذلك، نظرا لضيق المكان وكثرة المتقدمين للانضمام إلى مؤسسات عسكرية تحظى بسمعة طيبة، أصبحت الخيار المفضل لدى الخريجين.
بالأمس وقد تابع كبار قادة القوات المسلحة التسجيل، لا شك أنهم لامسوا من خلال تلك الجولات الميدانية، معاناة الشباب وأولياء أمورهم، ولاحظوا حجم الزحام الذي يشكل مشقة على الصائمين في جو حار رطب، ونتوقع أن تأتي الحلول السريعة للتخفيف على المتقدمين بروح عالية ومعنويات مرتفعة، ليكونوا بكل حب وعن رغبة جامحة، جنودا للوطن واضعين دولتهم نصب أعينهم وبين ضلوعهم، ملبين نداء الواجب مرددين بصوت واحد »لبيك يا وطن، لبيك يا خليفة«.
مشهد التسجيل في الخدمة الوطنية أو للالتحاق بالمؤسسات العسكرية والأمنية، يثلج الصدر ويدمع العين فرحا ويسعد القلب طربا، بجيل من أبناء الوطن أنهى تعليمه وراح يعلي قيمة رد الجميل لوطن مهما فعلنا فلن نوفيه حقه. نتمنى وقد أصبحت الرغبات كبيرة لتوجه الشباب، أن تتمكن المؤسسة العسكرية من استيعابهم وتحتوى أحلامهم وتحيلها واقعاً في »حي على العمل«.. حي على أداء الواجب ورد الجميل.