كالعادة لا يكاد يمر يوم، بل وربما لحظة في رمضان وغيره، إلا والهلال الأحمر الإماراتي ينثر الخير ويبث الأمن والطمأنينة في نفوس حرمت وفزّعت، وبيوت هدمت ودمرت وأسر قتلت وشردت.
ما يحدث في غزة من قصف وقتل ودمار تتناقله وسائل الإعلام، يسمعه العالم ويرى ما يجري فيها ولا يملك سوى الأسى على أحوال الناس هناك، إلا قوافل الإغاثة الإنسانية الإماراتية التي سبقت الجميع إلى هناك، تطبب جروحهم وتخفف عنهم ما يعانونه، بتوجيهات صاحب الأيادي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومنّ عليه بموفور الصحة والعافية، لتؤمن الإغاثة للأشقاء في غزة بإقامة مستشفى ميداني لعلاج الجرحى والمصابين وتخصيص 192 مليون درهم مساعدات عاجلة.. وقفة إماراتية مألوفة مع المنكوبين في العالم أجمع، وكيف وهنا المنكوب شقيق يتلقى ما هو أشد وأقسى من عدو لا يرحم، دأب على العدوان وارتكاب أفظع المجازر والجرائم في حق الإنسانية.
الهلال الأحمر الإماراتي، وهو فخر المؤسسات والهيئات الخيرية في العالم بأسره، يسعدنا دوماً بالحرص على أن يكون موجوداً ويسعى القائمون عليه على تنفيذ الأوامر التي لا تتأخر في مثل هذه الحالات، بشكل فوري وكما هو مأمول منه، لهو والله فخر لنا أن نجد هذا الاسم في المخيمات التي زادت أعدادها مع تداعيات الربيع العربي، الذي خلف مآسي وكوارث بشرية يعلم الله مداها، وأن يكون هذا الهلال بلسماً وخيراً ونوراً يضيء السموات الحالكة التي تحيط بالمنكوبين من جراء أحداث وكوارث طبيعية وغيرها.
الهلال الأحمر الإماراتي وقد سبق كل المؤسسات الخيرية والإنسانية العالمية إلى غزة، لا شك أنه سيقدم الكثير وسيوفر للمتأثرين بالعدوان الصهيوني ما يعينهم على تجاوز محنتهم، وسيكون اليد الحانية التي ترحم ضعفهم وقلة حيلتهم حيال آلة عسكرية لا تعرف سوى القتل والدم. ومع اليقين الكبير الذي يحدونا بقدرة الهلال الأحمر الإماراتي على تقديم العون، نأمل أيضاً أن تلتف الأيادي حوله وتجود الأنفس بما عندها، حتى يكون أداؤها أكثر وقعاً وتتسع رقعة عطائها.