أحدث الأخبار
  • 10:16 . 28 مليار درهم التداولات العقارية في الشارقة خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 10:05 . سبعة قتلى وإصابات خطيرة بصواريخ أطلقت من لبنان على شمال "إسرائيل"... المزيد
  • 07:50 . حماس تستنكر صمت العالم إزاء جرائم الاحتلال شمال غزة... المزيد
  • 07:34 . "الهوية والجنسية" تمدد مهلة تسوية أوضاع المخالفين حتى نهاية العام... المزيد
  • 06:44 . ألمانيا.. دعوى قضائية لوقف سفينة تنقل متفجرات لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 06:28 . "كما تفعل أبوظبي".. المتصهين أمجد طه يدعو لـ"عدم التسامح" مع المدافعين عن القضية الفلسطينية... المزيد
  • 02:54 . قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في جباليا وبيت لاهيا... المزيد
  • 02:15 . توقعات بأمطار وتشكل ضباب خلال الأيام القادمة... المزيد
  • 12:39 . زيادة بأسعار الوقود خلال نوفمبر في الإمارات... المزيد
  • 12:29 . قطر تشتري زوارق مسيرة من تركيا... المزيد
  • 12:02 . نحو ألف شهيد في العملية الإسرائيلية المتواصلة على شمال غزة... المزيد
  • 11:50 . توتنهام يرسل مانشستر سيتي خارج بطولة كأس الرابطة... المزيد
  • 10:29 . استشهاد فلسطينيين اثنين في نور شمس مع تجدد الاشتباكات بالمخيم... المزيد
  • 12:59 . فيضانات إسبانيا تخلف 95 قتيلاً والحكومة تعلن الحداد... المزيد
  • 12:12 . بسبب حرب السودان.. أرسنال الإنجليزي متهم بتبييض صورة أبوظبي... المزيد
  • 10:58 . مركز حقوقي: اعتقال النشطاء الإماراتيين أثر على مواقف المجتمع من القضية الفلسطينية... المزيد

عندما يكون الإعلام شريكاً في التنمية

الكـاتب : خالد الخاجة
تاريخ الخبر: 30-11--0001

من المقطوع به يقينا أن ما تقدمه وسائل الإعلام لا بد أن يتماهى مع المجتمع الذي تنبت فيه، وأقول تنبت فيه لأن الرسالة الإعلامية تعيش بقبول المجتمع لها والتفافه حولها، وهو الذي يكتب لها الذيوع والنجاح حين تكون تعبيرا صادقا عن مجريات حياته وحين يستشعر أنها تلبي له حاجة، أو تساعده على اكتساب مهارة، أو ترشده إلى الطريق الأمثل للتعامل مع قضية من القضايا أو حدث من الأحداث، أو تمده بالخبر الصادق في الوقت المناسب، أو تنمي له فكرا أو ترقي له شعورا، أو تقوّم له ولمن حوله سلوكا، أو تحلل له من الأخبار أو الأحداث ما عجز عن فهمه، أو تلقي بالضوء على ما التبس عليه من أمور وما أشكل من قضايا، أو تمد له يد العون وتساعده على حل مشكلة تواجهه، أو تزيد من معرفته وتنمي معلوماته وتحيطه بما حوله من أحداث وقضايا، عندئذ يصبح الإعلام بحق مرآة لأبناء المجتمع، الذين يعطون الرسالة الإعلامية بدورهم الشرعية المجتمعية.

عندئذ تكون وسائل الإعلام قد حققت ما دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من أهمية أن يقوم الإعلام بدور إيجابي في المجتمع؛ والإيجابية هنا كما وضحها سموه لا تعني غض الطرف عن التقصير في أي جانب إن وجد، ولكن ألا يقتصر دور الرسالة الإعلامية على تناول المشكلات فحسب، بل أن تساهم في الوقت ذاته في وضع حلول لها وسبل مواجهتها، وأن تقوم بدورها المجتمعي في التوعية والتوجيه بآليات التغلب عليها عبر مشاركة أفراد المجتمع، سواء صغرت أو كبرت..

الإيجابية تعني أن لا تسعى الرسالة الإعلامية إلى تضخيم مشكلات فردية وتقديمها باعتبارها ظاهرة، ولكن من الأهمية بمكان عدم التفريط أو الإفراط في تقديم الرسالة الإعلامية، حتى تحتفظ الوسيلة الإعلامية بمصداقيتها لدى الجمهور.

إن المنطق التجاري الغربي في البحث عن الأخبار المثيرة لجذب القارئ أو المشاهد، لفظه الغرب ذاته وظهرت لمواجهته وتقويمه نظرية المسؤولية الاجتماعية في الممارسة الإعلامية، والتي تدعو إلى أن يكون لوسائل الإعلام دور تجاه المجتمع، وهو في تقديري النموذج الأمثل، فلا يجب أن تكون الإثارة هي الباب الواسع للممارسة الإعلامية، ولكن يجب أن يكون - ونحن نسير في طريق البناء والتنمية - عنصر الأهمية حاضرا خلال الممارسة الإعلامية.

 فقد يكون الخبر مثيرا لكنه ليس مهما، وقد يكون مهما ولكن غير مثير، لكن نشره وإذاعته تفتح أبواب الأمل وتزيد من حالة الرضى المجتمعي التي تنعكس على أداء أبنائه. وإذا كان النموذج التجاري يتعامل مع المادة الإعلامية كسلعة يخضعها لقانون العرض والطلب ويتعامل مع الجمهور كزبائن، فإن هذا النموذج غير معني بتنمية أفراد المجتمع أو الارتقاء بهم بقدر اهتمامه بتحقيق المكاسب المادية فحسب. من هنا فإن الدور الإيجابي لوسائل الإعلام لا يعني إغراق المشاهد أو القارئ في التسلية، أو تعظيم ثقافة ضربة الحظ على حساب قيمة العمل، أو استنساخ مواد إعلامية لا تعكس ثقافتنا ولا تنبع من تراثنا.

إن هناك خطا فاصلا بين أن تلقي وسائل الإعلام الضوء على المشكلات التي تواجه المجتمع من منطلق وطني، وبين تقديمها لجذب انتباه وإثارة الجمهور، وهو ما يجب الانتباه إليه، إذ أنه من الأدوار المهمة للرسالة الإعلامية، إلقاء الضوء كذلك على كل فكرة إيجابية وتقديم النماذج التي حققت نجاحات في مختلف المجالات لكي يقتدي بها الغير، وأقرب الأمثلة على ذلك تلك الحفاوة البالغة التي تعاملت بها القيادة السياسية مع أمل المستقبل أبنائنا المتفوقين في الشهادة الثانوية، وتلك المكرمة النبيلة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لأبنائه المتفوقين، والتي تعد دلالة قاطعة على اهتمام الدولة بالعلم وأصحاب الكفاءة.

إن الإيجابية في الرسالة الإعلامية تعني تقديم ما لدينا من فكر وثقافة وتجارب ناجحة، ومراعاة أن يتم ذلك من خلال قالب جذاب بعيدا عن الوعظ المباشر بشكل جامد، ولا ينبغي أن تقتصر على برنامج يذاع أو مقال في ركن من الصحيفة أو صفحة في جريدة، لكنها روح جديدة يجب أن تسري في مختلف ما يتم تقديمه حتى وإن كانت مشكلات أو ظواهر سلبية، والفيصل هنا يكون أسلوب المعالجة وطريقة تقديمها.

وهنا أتوجه إلى صناع الدراما العربية، والتي لم تكن يوما على مستوى ما تحقق من إنجازات على كافة الأصعدة منذ قيام دولة الاتحاد وحتى الوقت الراهن، وقنع القائمون عليها بالسير في دائرة مفرغة من القضايا التي لا تعبر عن واقعنا بحق، رغم أن كل مرحلة تاريخية في مسيرة دولتنا كفيلة بأن تلهم المبدعين بعشرات الأعمال، بدءا بالاتحاد وليس انتهاء بما حققته تجربتنا التنموية من قفزات تجاوزت بها ثوابت في النظريات المتعلقة بمراحل التنمية التي تمر بها الشعوب، ولا شك أن الدراما هي الذاكرة المرئية لتاريخ الشعوب، والنافذة التي تطل منها الأجيال على تاريخ وطنهم.

إن الدور الإيجابي للإعلام يعني السمو فوق كل الدعوات الطائفية والنزعات العرقية أو الدينية التي تمزق النسيج المجتمعي، وهو النافذة التي يطل منها المجتمع على العالم بمختلف ثقافاته وحضاراته، لتلاقح الأفكار ولينتقي منها ما يناسبه.

كما أن الدور الإيجابي للإعلام يعني أن يكون من أسباب الحل، لا أن يكون جزءا من المشكلة، وأن يكون قادرا على إدارة الأزمات لا أن يصنعها ويعيش عليها، إعلام يجمع ولا يفرق، يبنى ولا يهدم، وأن تكون مصلحة الوطن فوق كل المصالح الفردية.

إيجابية الإعلام تعني، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن يكون له دور في استكشاف الفرص الكامنة، وتسليط الضوء على البرامج والخطط والمشاريع الإنمائية في الدولة. ولا شك أن هذه الحالة تكتمل عبر صقل طاقات الشباب، وإعداد وتدريب جيل من المبدعين وتمكينهم من الإبداع والابتكار، هنا يكون الإعلام بحق شريكاً استراتيجياً في التنمية، وأنعِم بها من شراكة.