لفتة حضارية تلك التي قام بها أعضاء فريق الإدارة ولجنة شباب «أدنوك للتوزيع»، ومجلس شباب الشركة، بزيارتهم عامل تعبئة الوقود في محطة تتبع شركتنا الوطنية، لالتزامه بتطبيق أعلى معايير خدمة العملاء برغم تعرضه لموقف سلبي من قبل أحد الشبان، وقدموا له اعتذاراً، مؤكدين أنه لا يمثل شباب الإمارات ولا القيم العربية الأصيلة التي تربوا عليها و«السنع» الإماراتي.
القضية قفزت للسطح خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي للشاب الذي أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، «على خلفية تعرضه بالإساءة إلى أحد موظفي تعبئة الوقود في محطة أدنوك، وتعمد تصويره ونشر المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعد سلوكاً مجرماً وفقاً للقانون»، وفق البيان الذي أصدرته، وقالت فيه: «إنها أمرت بذلك لأن الشاب «تعمد الاستهزاء بالموظف من خلال الدفع بالنقود المعدنية (لقاء قيمة ما تزود به من وقود)، وتصويره ونشر المقطع، ما أثار ردود أفعال على مواقع التواصل الاجتماعي».
وعبر بيان النيابة عن رفض مختلف قطاعات المجتمع «مثل هذه التصرفات المخالفة للقانون، مؤكدة -أي النيابة- تصديها لكل ما من شأنه الإخلال بمنظومة القيم والأخلاق أو الخروج عن القانون، في إطار دورها في تمثيل المجتمع والمحافظة على حقوق جميع أفراده، من خلال ترسيخ سيادة القانون، والمحافظة على أخلاقيات وقيم المجتمع».
كما مثل بيان النيابة العامة تعريفاً للجميع بما يحمل القانون للمتجاوزين لأنه «وضع حدوداً واضحة لمنع أي سلوكيات من شأنها عدم احترام الآخرين، أو توجيه الإساءة إليهم أو معاملتهم بشكل غير لائق».
وأكدت النيابة في بيانها «التصدي بحزم للممارسات التي تمثل فعلاً مخلاً بالنظام والآداب العامة، وإساءة استخدام التقنيات الحديثة، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار تحقيق دورها في بسط الحماية القانونية، لضمان التمسك بسيادة القانون، من خلال تحقيق العدالة، وصيانة الحقوق في المجتمع».
ومع كل صور الدعم لهذا الموقف الحازم، فإن ظهور مثل هذه الممارسات يؤكد وجود نوعية من الشباب لا يمثلون أبناء الإمارات ولا خُلق «عيال الدار»، والتصدي لهم بقوة القانون مطلوب بشدة، معززاً بأداء الخدمة المجتمعية في المكان ذاته الذي قد يسيئون فيه التصرف للمكان أو العامل، فهي تصرفات غير مقبولة في بلاد «زايد الخير» ودولة الاحترام والقانون.
