أحدث الأخبار
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد

الفضاء الذي طال انتظاره

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ما لا يحدث في الواقع ، بعد أن تحول تويتر للكثير من الناس إلى أكثر من مجرد صفحة تواصل مع الآخرين أو منبر إعلامي حر يقولون فيه آراءهم ويعبرون عن أنفسهم، لقد أصبح تويتر وفيسبوك منصات عملاقة توازي في أعداد المنتمين إليها سكان أكبر الإمبراطوريات، إضافة لنفوذها الفكري على الناس وثرواتها التي تقدر بالمليارات، نحن لسنا في مواجهة صفحات للتسلية ولا منابر للخطابة والثرثرة ولا محال لبيع البضائع المقلدة والألعاب الإلكترونية، نحن عندما نتحدث عن هذه المواقع فإننا في حقيقة الأمر نتحدث عن مرجعيات ذات نفوذ وتأثير وتغلغل في عقول وسلوكيات وتوجهات أجيال كاملة كل يجد فيها ضالته، حتى المتلصصون على طريقة الـ ( Bigbrother) بإمكانهم تتبع تفاصيل طرائدهم من خلال هذه المواقع.

هناك قوانين باتت تحكم هذا الفضاء الشاسع الذي يتبارى فيه الناس حول العالم لاستغلال إمكانياته لصالح أهدافهم وقضاياهم، فهو في الوقت الذي يشكل للبعض غرف فارغة لدردشات سطحية، أو منصات لبيع بضائع منتهية الصلاحية لم تتمكن الجهات الرسمية بعد من إيجاد وسائل لمراقبتها، فإنه يعني لآخرين مواقع لعرض تجارب إنسانية ناجحة، أو لتبني قضايا إنسانية عادلة والدفاع عنها وجمع الأنصار والمؤيدين لها، أو لربط مجموعات من الأصدقاء والمهتمين بتوجهات وأعمال ذات قيمة كمجموعات القراءة والرواية والنحت والآثار والرياضة والتطوع مع الكبار أو المعاقين.

لقد شكل الفضاء الإلكتروني الافتراضي لكثيرين في العالم العربي بداية إرهاصات ما سمي تجاوزاً بالربيع العربي فضاء كبيراً لممارسة حق التعبير وحرية النقد والدعوة للتجمهر والتظاهر وغيرها، وهنا فنحن نتحدث عن فضاءات حرة بالفعل وإن كانت افتراضية ومراقبة من قبل الأنظمة الحاكمة، لكنها على الأقل غير مقيدة ببيروقراطية الإدارات الحكومية، إضافة لاتساع انتشارها بين قطاعات الشباب تحديداً وسرعة تأثير محتوياتها ومضامينها عليهم، إنها فضاءات ذات نفوذ جماهيري لا محدود، حيث استطاعت هذه المواقع أن تؤسس لمجتمع أو مجتمعات جماهيرية عريضة في الوطن العربي الذي حرم من أي فرص تأسس ونشوء هذا المجتمع برغم المحاولات التي بذلتها نخبه الفكرية والسياسية والإصلاحية في سبيل تأسيس هذا المجتمع ولعقود من الزمن.

لقد نجحت المواقع التواصلية في تأسيس هذه الجماهيرية وإن كانت افتراضية ومحاطة بالكثير من اللغط والالتباس فيما يخص الدقة والمصداقية والغوغائية وعدم الوضوح وغير ذلك، إلا أن وجود وفاعلية الاتصال الجماهيري الذي يتم من خلالها يعتبر سلوكاً صادماً في قوته وانتشار تأثيره وهو غير مسبوق حتماً في بلداننا العربية، ومعروف أن الصدمة غالباً ما لا تؤسس لسلوكيات عاقلة أو مدروسة، فصدمة التحرر في ممارسة التعبير واكتشاف الذات واختيار المرجعيات قد ولدت عند العرب ظواهر مخيفة أحياناً وداعية للشفقة أحياناً، وفي أحيان نادرة بشرت تلك الظواهر بتغيير حقيقي في بنية العقل العربي في تعاطيه مع موضوع الحرية.

من هنا تكثر في هذه الأيام الكثير من المجالس والجلسات والكتابات والنقاشات بين أهل الرأي والمجتمع في الإمارات في محاولة لعقلنة هذا التعاطي والإفادة منه وتجنب تأثيراته، خاصة على أجيالنا من الشباب الصغار الذين تقع مسؤولية حمايتهم من تأثيرات هذه المواقع على مؤسسات الدولة التربوية والاجتماعية، كما تقع على الأسرة بطبيعة الحال.