لم يكن لطموحات الامارات حد أو سقف، وهذه الطموحات قادتها لتحقيق الكثير من الإنجازات، رغم كل الإعاقات والتحديات التي تواجهها في بعض المجالات، لكن العزم والإرادة التي تتحلى بها قيادة الإمارات وشعبها، تدفعها لتحقيق ما عجز عن تحقيقه الكثيرون.
وفي الأسبوع الماضي أبهرت الإمارات العالم من جديد، بالإعلان عن مشروع تاريخي لإطلاق وكالة الفضاء الإماراتية، ومشروع إرسال أول مسبار عربي إلى المريخ عام 2021، بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الدولة واكتمال رؤية 2021 للإمارات.
وكالة الفضاء الإماراتية، مشروع ضخم في الفكرة والتطلعات المنتظر تحقيقها، في هذا العصر الذي باتت فيه تكنولوجيا الفضاء ضرورة للنمو والتقدم، وبسواعد وفكر وطني. المشروع لم يأت من فراغ، بل ولد على أرض صلبة وتهيأت له الأسباب المادية والبشرية، قبل الاعلان عنه والتبشير به، لأنه يعد إنجازا حقيقيا يضاف لسجل الامارات.
وقد ضمن المشروع في أولى خطواته تدريب خمسين مواطنا في وكالة ناسا الأميركية، وهي الرسالة التي ينبغي أن تدركها مؤسساتنا المسؤولة، واولها المؤسسات التعليمية التي يفترض ان تترجم هذا التوجه في مناهج وتخصصات، وتحديد مسارات للتعليم والتدريب والتأهيل بما يتناسب وطموحات هذه الدولة في هذا المجال تحديدا، كونه جديدا ولأننا ما زلنا بحاجة للكفاءات والمؤهلين للعمل فيه.
إذا كانت الإمارات قد انطلقت نحو المستقبل بجرأة دون تردد، بل وسابقت الزمن وصولا إلى المشاريع الفضائية، فإن واجب مؤسسات التعليم العالي أن تقوم هي الاخرى بدورها في إجراء التعديلات اللازمة على تخصصات وحقول الدراسة وبرامج التدريب، وهو ما ينطبق ايضا على الجهات المعنية بخلق فرص العمل والتوظيف للمواطنين، لتقوم بدورها في استحداث وظائف ومهن جديدة تتناسب وهذا المشروع التاريخي الضخم، حتى لا نجد أنفسنا في مرحلة لاحقة نبدأ من الصفر في الاعتماد على كوادر أجنبية بنسبة مائة في المائة، عندما يتعذر علينا الاعتماد على الكوادر الوطنية.
إن الفترة الزمنية المحددة لإرسال أول مسبار إلى المريخ ليست طويلة، ويفترض أن تكون هناك خطة واضحة المعالم ويسهل تنفيذها على ارض الواقع حتى وقت إطلاق المسبار العربي، وهو أمر لن يتحقق إلا بتضافر الجهود والتنسيق بين مؤسساتنا الوطنية لتحقيق النجاح المنتظر من هذا المشروع التاريخي.