يكاد يصبح مؤكدا أن هناك حربا خفية غير معلنة يقودها البعض لترويج إشاعات سلبية، تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وخلق بلبلة بين الناس، فما الذي يجعل البعض يفتش في أحداث قديمة وقعت وانتهت، فيخرج الصور ويعيد صياغة تلك الأخبار ويطلقها من جديد، كإشاعة اندلاع النيران في فندق »أتلانتس« في نخلة جميرا في دبي، ويتناقل المغردون ومجموعات وسائل التواصل والاتصال الاجتماعي ويفسدون على الناس أمسيتهم في ليلة من ليالي الشهر الكريم وهم يستعدون لقضاء برنامجهم الليلي حيث صلاة التراويح ثم ينتشرون لممارسة حياتهم الاعتيادية.
ولم تخرس تلك الألسن وتوقف تلك الرسائل المغرضة سوى بيان المكتب الاعلامي لحكومة دبي الذي أوضح حقيقة صور الحريق في الفندق الذي يعود لعام 2008 إلى ما قبل افتتاحه.
نعلم أن ليس كل المرددين لهذه الرسائل المغرضة يقصدون الإساءة والترويج لأكاذيب بقدر ما يفعلون ذلك عن جهل وربما فقط لمجرد تناقل الخبر دون التأكد منه، لكن لا شك أنهم يتحملون جزءا من تلك المسؤولية لأنهم ارتضوا أن يكونوا أداة في أيدي تلك الثلة ويساهموا في إنجاح مخططاتهم.
قطعا لن تتمكن السلطات المعنية في الجرائم الالكترونية من متابعة كل فرد ومراقبة كل ما يخرج من أجهزتهم الالكترونية ولن يكون كذلك في وسع المؤسسات الاعلامية ملاحقة كل كذبة وكل خبر مختلق ومفبرك ونفيه وتبيان حقيقته، إذا فالرهان على ثقافة جديدة ينبغي أن يتحلى بها المواطنون ومعهم المقيمون في التصدي لهذه الإشاعات بمنع ترديد ما يتلقون من أخبار سلبية مختلقة أهدافها معروفة ومآربها أيضا واضحة لكل ذي عقل، وأن يرفضوا أن يكونوا أسلحة تفتك بكل جميل في البلاد، وتتسبب في بث الخوف والرعب بين الناس.
بلادنا جميلة، بل رائعة، تستحق منا جميعا أن نحافظ على هذا الجمال وما ننعم به من أمن وأمان وسلام، ينشده غيرنا بل يتمنى أن يحياه، إذا هي مسؤولية مشتركة بالوقوف في وجه المغرضين المكيدين وأن نكون خط الدفاع الأول في حماية مكتسبات ومنجزات لم تأت من فراغ.
حريق الفندق وغيرها من أحداث قديمة ستكون أوراق هؤلاء المغرضين التي سيلعبون بها، لتحقيق مآرب خاصة، وسيبحثون عما يعبثون به فلنصبح متفرجين لها ونضحك على سذاجة أفكارهم.