اقترح على وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وبدعم ومشاركة كل مؤسسات وهيئات وجمعيات ودوائر الثقافة في الإمارات أن تنتقل من دائرة السلبية وتلقي الاتهامات الى دائرة الفعل الايجابي واثبات المساهمة الحقيقية في تغيير الوضع الراهن فيما يخص العلاقة بين أجيالنا الناشئة وثقافة القراءة ومحبة الكتاب، اقترح للوصول لايجاد علاقة متحضرة مع الكتاب وجعل القراءة سلوكا اعتياديا عند صغارنا وشبابنا أن تتبنى هذه الجهات مقترح اليوم الوطني للقراءة وأن تسعى لدى الحكومة لتثبيت هذا اليوم على أجندة أيامنا الوطنية المشرقة وما أكثرها في الامارات، فيصبح لدينا يوم وطني تحتفي وتحتفل فيه الامارات كلها بالقراءة والكتاب والكاتب والقارئ في تظاهرة ثقافية حضارية عامة تضعنا في قائمة الدول المهتمة بالقراءة كسلوك وطني تماما كما هو الحال في السويد والدانمارك وهولندا وغيرها!
اقترح لهذا اليوم ان تخصص برامج قراءة في كل مدارس الدولة للأطفال والتلاميذ الصغار تحديدا يتبرع بها نجوم المجتمع من الإماراتيين (حتى لا يفكر احد في هيفا وهبي أو احلام ونيشان مثلا)، أقول نجوم المجتمع الاماراتي ولدينا الكثير من الكتاب والمثقفين والصحفيين والرسامين ونجوم الكرة والرياضة والغناء والتمثيل والبرامج الرياضية والكتاب وحتى من الوزراء والمسؤولين اذا أمكن.
بحيث يعطوا من وقتهم ساعة أو ساعتين ليجلسوا الى الأطفال والتلاميذ ويتصفحوا معهم كتابا أو قصة مختارة ومعدة من قبل، كما يمكن اشراك الآباء والأمهات في هذا النشاط بالحضور والتفاعل لجعل القراءة سلوكا أسريا أيضا.
اقترح أيضا أن يتم تشجيع الاماراتيين بشراء كميات من الكتب من المؤلفين ودور النشر الاماراتية ورفد المكتبات المدرسية بهذه الكتب، وجعل الكتاب هدية تمنح للمتفوقين من الطلاب في مجال القراءة اذا اثبتوا تفوقهم فيها بقراءة عدد من الكتب، كما يمكن منح الأسر هدايا مشابهة من هذه الكتب في مجالات قصص الأطفال والناشئة واليافعين وكتب التربية والتاريخ والتراث والهوية الاماراتية، وتخصص المكتبات العامة في الدولة بمناسبة اليوم الوطني للقراءة مسابقات في القراءة ومحاضرات وورش عملية كذلك.
تغيير الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الطلاب حول المكتبة باعتبارها مكانا لحصص الاحتياط لا قيمة اخرى له، وذلك باعتماد حصة الزامية للقراءة الحرة بحضور واشراف أمين أو أمينة المكتبة اللذين يجب ان يتغير دورهما من مجرد أرقام زائدة في المدرسة الى أشخاص يصنعون ذائقة الشباب الثقافية وبالتالي يكونون توجهاتهم الفكرية مستقبلا، ولا بأس من حض رجال المال والاقتصاد بالمساهمة في تأسيس مكتبات المدارس وتجهيزها بالكتب على نفقتهم انطلاقا من مفهوم المشاركة والمسؤولية المجتمعية.
هناك الكثير من المقترحات في هذا الصدد للخروج من دائرة القاء الاتهامات على جيل اليوم المتهم بعدم القراءة والانشغال بالتوافه بينما لا تفعل الجهات المسؤولة شيئا عمليا حقيقيا لتغيير الصورة السلبية واستبدالها بصورة أكثر ايجابية وإشراقا.