أحدث الأخبار
  • 09:29 . مشروع إماراتي علمي جديد للأبحاث القطبية... المزيد
  • 08:57 . أبوظبي تستضيف الاجتماع الدوري لرؤساء البرلمانات الخليجية... المزيد
  • 08:55 . كيف يؤثر فوز ترامب على سعر الدرهم الإماراتي؟... المزيد
  • 07:58 . الإمارات وأستراليا توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة... المزيد
  • 06:58 . فوز ترامب يطيح بأسعار الذهب ويقفز بالدولار و"بتكوين"... المزيد
  • 06:34 . سقوط صاروخ في مطار بن غوريون يتسبب بوقف حركة الطيران مؤقتا... المزيد
  • 06:03 . حماس تعلق على فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية... المزيد
  • 03:32 . رئيس الدولة يهنئ ترامب بفوزه برئاسة الولايات المتحدة... المزيد
  • 01:25 . هل تسهم التحولات القضائية بالشارقة في الاستقلال عن النظام القضائي الاتحادي؟... المزيد
  • 12:11 . ثلاث علامات تدل على فطريات الأظافر.. تعرف عليها... المزيد
  • 12:06 . دونالد ترامب يعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية... المزيد
  • 11:58 . "تعليم" تَقر توزيع أرباح نقدية بقيمة 12 فلساً للسهم... المزيد
  • 11:57 . السيولة النقدية بالدولة تنمو 9.5% إلى 2.6 تريليون درهم بنهاية يوليو... المزيد
  • 10:23 . أبطال أوروبا.. سقوط قاسٍ للريال والسيتي والعلامة الكاملة لليفربول... المزيد
  • 10:17 . طحنون بن زايد يبحث مع رئيس "مورغان ستانلي" فرص التعاون... المزيد
  • 10:17 . رئيس الدولة يزور "طارق صالح" في المشفى الذي يتلقى فيه العلاج بأبوظبي... المزيد

أسباب العدوان على غزة

الكـاتب : خليفة راشد الشعالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

إذا ما غضت البصر مراكز البحوث والدراسات الرسمية في كثير من بلادنا العربية أو تجاهلت الأسباب الحقيقية الكامنة وراء العدوان على غزة، لمبررات يدرك كنهها القارئ العربي، فإنه لا يمكن أن يعذر مفكرو وعلماء الأمة ومخططوها الاستراتيجيون الذين صاموا طويلاً ولم يتحدثوا إلا عن الأسباب الهامشية لهذا العدوان . الغريب أن بعض النخب الثقافية والسياسية وبعض ممن يحسبون في قوائم المثقفين العرب ساروا في ظلال المتصهينين واحتموا بِفَيِهم، وبضع آخر انبرى ليدخل في دائرة الضلال المبين فصار متصهيناً أكثر من الصهاينة أنفسهم، واعتلى منابر الإعلام داحضاً فكرة العدوان الصهيوني برمتها، بل زاد على ذلك معطياً الحق للصهاينة في قتل أطفال ونساء وشيوخ غزة . لهذا، لا يملك العرب والمسلمون رداً على هؤلاء الا قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله" .
يقتل أطفال غزة وشيوخها ونساؤها لأنهم مسلمون، وكفى بذلك عدوان على الإنسانية ما بعده عدوان، فهؤلاء ليسوا محاربين وحقهم في الحياة حق يفترض أن تضمنه القوانين الدولية والتشريعات الوضعية وشرعة الله التي أتى بها آدم وختمها محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا ما تقاعس البشر عن حمايتهم والدفاع عنهم فإن الله وليهم . وفي هذا السياق، فإن واجب النصرة فرض واجب على الأقرب في الدين والنسب والجوار، وفوق ذلك الإنسانية . أما إذا افتقر الناس إلى إنسانيتهم مثلما يحصل الآن مع الوضع في غزة، فإن قيم الدين وحق الجوار والنسب لا تعدوا كونها شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع .
يقتل أهل غزة لأن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية - رغم صوريتها - تُمَكنُ أهل غزة المحاصرين والمحرومين منذ عقدين من الزمان من الاستفادة من بعض حقوقهم في الحياة الكريمة ومن رعاية المرافق العامة والخدمات التي يمكن أن تقدمها لهم السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية الحالية، وهذا كسر للحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني الغاصب لكل فلسطين .
وتقتل غزة كلها لأن الكيان يروج إلى أن هناك مشروعاً إسلامياً في غزة يجري تنفيذه، وهو ما يجب أن يخاف منه العالم - برأي قادة "إسرائيل" - علماً أن سكان غزة هم فلسطينيون بالدرجة الأولى وهم من كل التيارات .
ويذبح أهل غزة لأن قطاع غزة - جغرافياً - يحتضن المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة بعد أن صارت غزة هي الملجأ الوحيد لكل من فقد الأمل في المفاوضات مع العدو، وبعد أن أثبتت التجربة أن هذا العدو يستفيد من مفاوضات من أجل المفاوضات، ومن تمديد المفاوضات ليمارس فيها الموت البطيء على كل أبناء فلسطين .
ويتم اغتيال أهل غزة لأن المقاومة في غزة ألهمت الحراك الشعبي في كل فلسطين أنه لا سبيل لنيل الكرامة والعزة والتحرير إلا بالمقاومة المسلحة، وأن سبيل المفاوضات لن يجدي إذا لم يكن للمفاوض الفلسطيني سند من القوة، وأن تسويف الضامنين في الغرب وفي أمريكا على وجه التحديد لن يكسب الفلسطينيين شبراً على الأرض، فالكيان الصهيوني كيان مارق لا يستمع لأحد، وهو اليوم يتمرد على ولي نعمته ويساوم الحزب الديموقراطي في أمريكا على الانتخابات الأمريكية المقبلة وعلى الانتخابات الرئاسية بعد ولاية الرئيس أوباما .
يحاول الصهاينة ومن والاهم ذبح الفصائل في غزة لأنها تمكنت في الآونة الأخيرة من بناء هياكل بنيوية للمقاومة وهربت الكثير من السلاح وبنت الأنفاق المحصنة مثلما فعل أهل فيتنام قديماً لمقاومة الاعتداء الأمريكي، وفوق هذا وذاك، جندت وسلحت ودربت عدداً كبيراً من المقاومين الذين تسلحوا بالإيمان والعقيدة المقاتلة الصحيحة التي تجعل من حياتهم وموتهم في سبيل الله سواء، فأحيوا في ضمير الأمة شعيرة الجهاد التي لا يمكن أن ينتصر أهل فلسطين إلا بها .
يكمن السبب الأخير للعدوان على غزة في الاستراتيجية الصهيونية ذات الأبعاد النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، وهي في هذه الحالة ذات عناصر متعددة . فالعدو الصهيوني يشن حرباً من هذا النوع ليتعرف إلى مدى استعداد المقاومة الفلسطينة للمواجهة وحماية بناها العسكرية وبنى مجتمعها المدني الحاضن لها، ومدى تضامن أهل غزة مع المقاومة، ومدى تضامن الفلسطينيين معهم ومدى تضامن العرب مع غزة ومجاهدي غزة، ومدى تأثير وتأثر الرأي العام الغربي والأمريكي بما يجري من عدوان وقتل للأبرياء .
ووفق هذه الأبعاد والعناصر، فلن يحتاج المواطن العربي لمراكز أبحاث رسمية تسيرها المخابرات الأمريكية، كلما كان عليه أن يعرف كيف تسير الحرب في غزة، هل تسير باتجاه تحقيق أهداف المخطط الاستراتيجي الصهيوني؟ أم أن مجاهدي غزة صامدون ومرابطون وقائمون على ثغر من ثغور العروبة والإسلام، يرجون النصر من الله .