02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
آمنة.. ذاكرة الحكايات!
الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-12-2018
تسأل آمنة والدتي: «هل تتذكرين فلاناً؟»، سكتت والدتي، ربما لم تتذكر هذا الفلان فعلاً، لكن آمنة لم تسكت، فقد أتت لتحكي، لتملأ بيتنا بالحكايات، لتنعش قلبها كما قالت برائحة أُناس تحبهم من زمن مضى، زمن لا زال يسكنها، وتسكنه، حكت عن أم زوجها، جاراتها. تلتفت لي وتأخذ في تعداد أسماء الجيران، تقول لي: «كان بيت زهرة يقابل بيتنا تماماً، زهرة هل تتذكرينها؟ زهرة البائعة؟»، كنت طفلة لم أذهب للمدرسة بعد يا آمنة، كيف تريدينني أن أتذكر أسماء جاراتك؟!
(حدثت نفسي) لكنني ابتسمت فرحة بهذا البهاء الذي نشره حضورها وحكاياتها في المكان.نعم زهرة البائعة التي كانت جارتكم أتذكرها، قلت وأنا أربت على كتفها: «لا بأس من بعض الكذبات، فنحن نتوافق على أن نكذب على بعضنا أحياناً لتمضي الحكاية طازجة في طريقها!»، أكملت آمنة مطمئنة إلى أن خيط ذاكرتها متصل لم ينقطع، هناك مَن يحتفظ بالسجل السري للذاكرة التي عاشت أحداثها، هناك من يشهد على أن ما كان قد كان فعلاً، لا خوف إذاً على أسرار الجيران وأسماء النساء، وألوان الأبواب وأصحاب الدكاكين وتلك الروائح العطرة التي تفوح من أباريق شاي الزعتر والزنجبيل على المواقد في صباحات وليالي الشتاء، كأنها اطمأنت إلى أن كل شيء باقٍ مكانه.
كنا نجلس في «السكة» -تقصد في الزقاق الضيق- أمام مداخل البيوت، تصنع الجارات القهوة، ويُحضرن ما تيسّر من التمر، ويجلسن في حلقة تتسع لأي قادم، عن نفسي لم أر شيئاً كهذا، سألتها لماذا تجلسون في السكة وليس في الداخل؟ تقول وهي تنظر لوالدتي: نحرس البيوت والصغار من الحرامية، أليس كذلك!
بدت لي الصورة التي ترسمها كمشهدٍ أسطوري لنساء يجلسن عند مداخل البيوت للحراسة، لكنني عدت وتذكرت ما كان يُحكى عن بعض المجانين الذين كانوا مطلقي السراح في أزقة تلك الأزمنة، وعن أولئك الذين كانوا يسرقون الصغار في سنوات الجوع، وعن وعن..لقد ألقت سنوات الثلاثينيات بظلالها السوداء على الدنيا، أصابنا نصيب كبقية العالم: الجوع، وكساد التجارة، والبطالة وافتقاد المؤن، وهجرة الناس من القرى البعيدة لدبي مدينة البحر والرخاء.
ظل الاقتصاد محرك العالم ومغير الطبائع الإنسانية على الدوام، وطافت بي آمنة على عُمر من التحولات دون أن تنسى نفسها، هي المرأة الصابرة القابضة على جمرة قيمها وعلاقات القربى مع رجل لم يرعها كما رعته، ولقد أبكاني صبرها واحتمالها كل هذا العمر!