خرجت مظاهرات بمدينة القصرين احتجاجا على إحراق مصور تلفزيوني نفسه بسبب أوضاعه المعيشية.
وفرقت قوات الأمن التونسية بمحافظة القصرين غربي البلاد الاثنين (24|12) عشرات من المحتجين حاولوا إغلاق الطرقات الرئيسية في المدينة، وذلك على خلفية إقدام مصور تلفزيوني على إضرام النار في جسده.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت الغاز المدمع لتفريق شبان غاضبين لحادث إحراق عبد الرزاق زرقي نفسه، وذلك بعدما أقدم المحتجون على إغلاق الطرق وإشعال النار بالإطارات بحي النور بمدينة القصرين.
وكان المصور التلفزيوني عبد الرزاق زرقي قد أحرق نفسه أمس في ساحة الشهداء بمدينة القصرين بواسطة عبوة من البنزين احتجاجا على ظروف عائلية واجتماعية، وفارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى بالمدينة متأثرا بحروقه العميقة.
وكان الشاب قد ظهر قبيل الحادثة في شريط فيديو يشكو فيه تردي وضعه الاجتماعي.
وفي هذا التسجيل، توجّه زرقي برسالة للعاطلين عن العمل في محافظة القصرين قائلا إنه ينوي حرق نفسه والقيام بـ"ثورة بمفرده"، منتقدا في الوقت نفسه سياسة السلطات تجاه مطالب العاطلين.
ونعت نقابة الصحفيين التونسيين المصور الراحل، وحمّلت الدولة مسؤولية وفاته، معتبرة أنها ساهمت في جعل القطاع الصحفي مرتعا للمال الفاسد الذي يخدم مصالح ضيقة، ودون مراقبة لالتزام المؤسسات الإعلامية بقوانين العمل و"التراتيب السارية" على حساب قوت الصحفيين ومعيشتهم.
وتعيد حادثة زرقي للأذهان حرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في مدينة سيدي بوزيد في ديسمبر 2010، وهو ما أطلق شرارة الثورة التونسية على نظام زين العابدين بن علي، الذي هرب من البلاد يوم 11 فبراير 2011.
ورغم أن الانتقال الديمقراطي في تونس عقب الثورة قد حظي بإشادة واسعة داخليا ودوليا، فإن الكثير من التونسيين يشعرون بالاستياء بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة وتفاقم البطالة بعد ثماني سنوات من الثورة.