على الرغم من وجود بعض الخلافات بين دولة قطر، وبعض دول الخليج الأخرى، وما تسبب فيه الإعلام المغرض من إذكاء لتلك الخلافات حتى طفت على السطح، وأصبحت مسوغاً لدى البعض لترويج الشائعات عن الإمارات بأنها بلد غير آمن للزيارة، وغير محبب للقطريين.
رغم ذلك كله فإن الإمارات ومواقفها وسياستها بقيت كما هي في التعامل مع أبناء الخليج، الذين احترموا الأواصر التي تربط الإمارات ببلدهم، أواصر اجتماعية وتاريخية، مترفعين عن أي خلافات سياسية، بل ولم يزجوا أنفسهم فيها، كما فعل بعض القطريين، وبعض الإعلام القطري.
في أيام عيد الفطر المبارك نشر »موقع 24« الإماراتي الإخباري على الإنترنت، تقريراً عن لقائه عدداً من المواطنين القطريين، الذين أتوا إلى الإمارات لقضاء عطلة العيد، أو لزيارة أقاربهم، وصلة أرحامهم.
وقد أكدوا أنهم لم يعاملوا إلا بأحسن معاملة، ونفوا تعرضهم لأي مضايقات، أثناء وجودهم في الإمارات، وأكدوا جميعهم حرصهم على قضاء الإجازات القصيرة في الإمارات، لما توفره من أماكن سياحية وترفيهية فريدة ومميزة.
ما تحدث به إخوتنا القطريون عن الأمن والأمان وحسن الاستقبال في الإمارات، لهم ولغيرهم، ليس بأمر جديد أو أمر يجهله أحد عن الإمارات، ولكنه شهادة وردّ على الذين ادعوا خلاف ذلك، وأطلقوا حملة دعوا فيها لمقاطعة الإمارات، إثر توقيف أشخاص.
والتحقيق معهم، وهو أمر لا يفترض أن يكون سبباً لإيقاف زيارتنا لأي دولة لا بد من احترام قانونها، والامتثال لأنظمتها، خاصة دولة الإمارات لأنها ليس لديها فراغ أمني لتخلق لنفسها قضايا أمنية من لا شيء!
لا ننكر تأثرنا كوننا شعوباً خليجية بخلافات سياسية تنشأ بين الدول، لكننا شعوب تربطنا علاقات نسب ورحم، ولا يمكننا قطع هذه العلاقات أو تجاهلها، وهو ما ينبغي علينا التفكير فيه دائماً، بعيداً عن أي خلافات نقحم أنفسنا فيها كوننا أفراداً وهي خارج اختصاصنا، فكما أننا نرفض بعض مواقف دولة قطر تجاه الإمارات، المعلن منها وغير المعلن.
فهناك إخوة لنا في قطر يتخذون الموقف نفسه، ولكن لا يمكنهم تقديم أو تأخير شيء سوى الحفاظ على علاقات اجتماعية بنوها مع أبناء الخليج، وهو دورنا جميعاً كوننا أبناء منطقة واحدة، ولا ينبغي أن نسمح لأزمات سياسية عابرة، بأن تهدم علاقات اجتماعية وصلات أرحام، ولنترك أمور السياسة لأهلها، فهم أدرى بشعابها.