طالبت الولايات المتحدة روسيا بتدمير نظام جديد لصواريخ كروز قائلة إنه يمثل "انتهاكا مباشرا" لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، متهمة موسكو بزعزعة الأمن العالمي، في حين يعقد مسؤولو حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا مباحثات في بروكسل هذا الأسبوع لبحث مصير هذه المعاهدة.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بنزع الأسلحة روبرت وود إن النظام قادر على حمل رؤوس أسلحة تقليدية وكذلك نووية ويمثل "تهديدا قويا ومباشرا لأوروبا وآسيا" إذ يتراوح مداه بين 500 و1500 كيلومتر.
وكانت الولايات المتحدة قد رفضت الأسبوع الماضي عرضا من روسيا بإنقاذ معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تبقي الصواريخ النووية خارج أوروبا، قائلة إنه لا يمكن التحقق من الالتزام بها بصورة جيدة، وهو ما يمهد الساحة لانسحابها من المعاهدة الشهر القادم.
وقال وود أمام مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة بجنيف وتشارك فيه 65 دولة "تجد الولايات المتحدة للأسف وبشكل متزايد أنه لا يمكن الوثوق بروسيا فيما يتعلق بالوفاء بالتزاماتها الخاصة بالحد من التسلح، كما أن تصرفاتها القهرية والمؤذية في أنحاء العالم تزيد من التوترات".
وقال وود إن روسيا اختبرت إطلاق "الصاروخ غير المشروع" المعروف بالصاروخ أس أس سي-8/ 9 أم729 واتخذت خطوات ملموسة للعودة للالتزام بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، مؤكدا خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب للانسحاب في أوائل فبراير من المعاهدة المبرمة عام 1987.
من جانبها، ردت روسيا قائلة إنه من غير المقبول أن تطالبها الولايات المتحدة بتدمير صواريخ كروز 9 أم 729 الموجهة.
وفي الوقت الذي يلف فيه الغموض مصير معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، يعقد مسؤولو حلف شمال الأطلسي وروسيا مباحثات في بروكسل هذا الأسبوع، على ما أعلن الحلف.
وقال دبلوماسيون إن المعاهدة المذكورة ستكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الحلف الأطلسي وروسيا الجمعة، الذي يتوقع أن يتناول أيضا الأزمة في أوكرانيا.والتقى دبلوماسيون أميركيون وروس في جنيف الأسبوع الفائت وسط ارتفاع منسوب القلق على مصير المعاهدة، لكن الاجتماع انتهى دون التوصل لأي توافق، حتى إن واشنطن اتهمت موسكو بالمراوغة، في حين دعت موسكو إلى إجراء مزيد من المباحثات.
من جانبه، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إطلاق سباق تسلح جديد في حال سقوط المعاهدة، مشيرا إلى أن أوروبا ستكون ضحيتها الرئيسية.