قالت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، إن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها اللاجئون السوريون في لبنان دفعت عدداً منهم إلى الرجوع لبلادهم.
وأكدت أبو خالد، في تصريح لموقع "الخليج أونلاين": أن "اللاجئين لم يتعرضوا لأي ضغوط من أي جهات داخل لبنان تدفعهم للرجوع لبلادهم، لكن السبب الأساسي في عودتهم صعوبة الظروف المعيشية في المخيمات".
وبينت أن موجة البرد الأخيرة التي ضربت المنطقة تسببت بأضرار لأكثر من 626 مخيماً للاجئين في لبنان، يعيش بها 26 ألف شخص، إذ لم تتحمل خيامهم الهشة العواصف القوية.
وذكرت أن 950 ألف لاجئ سوري مسجلون لدى المفوضية في لبنان، ويعيشون ظروفاً اقتصادية "غاية في الصعوبة"، مشيرة إلى أن "67% منهم مقيم دون خط الفقر، و51% دون خط الفقر المدقع، أي إن مصروفهم اليومي أقل من 3 دولارات".
وأوضحت المسؤولة الأممية أن اللاجئين السوريين موجودون في لبنان من 7 سنوات، والمفوضية تعاني من ميزانية محدودة، وبرامج المساعدات لا تخدم جميع اللاجئين المسجلين، إذ تصل إلى 30% منهم بقيمة 170 دولاراً شهرياً.
ومنذ عام 2011، فر أكثر من 5.1 ملايين شخص من سوريا إلى الخارج، بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي خلفتها جرائم نظام الأسد بحق المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية مُطالِبة بإسقاطه.
وأطلقت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها حملات لتوفير 5.5 مليار دولار، من أجل تغطية الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الوضع في سوريا خلال العام الحالي.
وبعد موجة البرد الأخيرة، أطلقت مؤسسة قطر الخيرية حملة " أغيثوا عرسال"، الهادفة لإغاثة اللاجئين السوريين شمالي لبنان، بعد تضرر الآلاف منهم من جراء موجة البرد التي ضربت مخيماتهم، وامتدت التبرعات لتشمل مخيمات 4 دول.
وبعد نحو ساعتين من إطلاق الحملة، أعلنت "قطر الخيرية" جمع قرابة 9 ملايين دولار، لتتجاوز 5.5 مليون سعت لجمعها، فيما تبرع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمبلغ 50 مليون دولار، ليبلغ الرقم الكلي قرابة 59 مليون دولار في ختام اليوم الأول من الحملة والتي تستمر أسبوعين.