سلط تحقيق لصحيفة "ميديابارت" الإلكترونية الفرنسية، الضوء على الجماعات الموالية لـ"إسرائيل"، ونفوذها في بروكسل، مقر المؤسسات الأوروبية، والتي تؤدي دوراً ما زال غامضاً.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في البرلمان الأوروبي أن اللوبي الإسرائيلي يتمتع بمعاملة خاصة يمتاز بها على سائر السفارات الأخرى لدى الاتحاد الأوروبي، "فالبرلمان يفرض عقوبات على الروس إن تطلب الأمر، لكنه لا يجرؤ على معاملة إسرائيل بالمثل".
وذكر التحقيق أن أنشطة اللوبي في أوروبا لا تظهر على الملأ كما في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه أسس أول تمركز فعلي له في أوروبا إثر الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
وهناك مؤسسات تقوم بمهام محددة، مثل "إن جي أو مونيتور" التي أنشئت عام 2002 وتعمل على نشر الأكاذيب لتشويه سمعة المنظمات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين لدى الممولين الأوروبيين.
ومن أهم مكونات اللوبي الإسرائيلي، وفق"ميديابارت"، المعهد العابر للأطلسي "ترانزاتلانتيك إينستيتيوت"، الذي أسسته اللجنة اليهودية الأمريكية، ومنظمة "بناي بريت يوروب".
كما تضم قائمة المكونات: منظمة "أصدقاء إسرائيل الأوروبيون" 2006، والمنظمة الأوروبية الإسرائيلية للشؤون العامة، التي تشبه اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك).
تتمتع جماعات الضغط في أوروبا بمرونة أكبر منها في الولايات المتحدة، فمن الصعب التعرف بدقة على مصادر تمويلها، في حين يعمل اللوبي على زرع مناصرين أقوياء له داخل البرلمان الأوروبي.
وتعتمد "إسرائيل" أيضاً على من يعتبرها حصناً في وجه الإسلام، لا سيما المحافظين والتيارات اليمينية المتطرفة التي تتقرب منها دولة الاحتلال، على الرغم من علاقاتها المشبوهة بمعاداة السامية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ينجذب بعض رجال الأعمال إلى فرص الاستثمار في "إسرائيل" التي تعد مستورداً مهماً للأسلحة الأوروبية ومصدراً للتكنولوجيا الحربية المتقدمة، ولا سيما الطائرات المسيرة المسلحة.
وأشار التحقيق إلى أن اللوبي شن حملة مكثفة لتحفيز الليبراليين الأوروبيين على فصل حقوق الإنسان عن مصالحهم الاقتصادية عام 2009.
وأضاف: "يلعب اللوبي دوراً كبيراً في نزع الشرعية عن حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، حيث أنشأت الحكومة الإسرائيلية في 2017 صندوقاً بـ72 مليون دولار لمحاربة الحملة".
ويتساءل معدو التحقيق: "هل ينقلب السحر على الساحر؟ فرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، المتأكد من حصانته بات يتحرك دون أي حرج، مكثفاً الاستيطان ومعززاً الطابع اليهودي للدولة، مما يسيء لسمعة إسرائيل".