أحدث الأخبار
  • 09:51 . جيش الاحتلال يبدأ المرحلة الثانية من العملية البرية جنوب لبنان... المزيد
  • 09:37 . إطلاق مشاريع شرطية جديدة في دبي بملياري درهم... المزيد
  • 08:54 . تقرير: قراصنة إيرانيون يستهدفون مجالات حساسة في الإمارات و"إسرائيل"... المزيد
  • 06:57 . الاحتلال يهجّر مئات الفلسطينيين من بيت حانون... المزيد
  • 06:44 . 1000 خبير أمن سيبراني يشاركون بمؤتمر "سايبركيو" في أبوظبي... المزيد
  • 06:28 . الفجيرة.. فقدان طائرة تدريب سقطت في البحر والعثور على جثة المدرب... المزيد
  • 01:31 . نتنياهو يعتزم إعادة قضية ضم الضفة لأجندة حكومته فور تسلم ترامب... المزيد
  • 12:50 . "أدنوك للغاز" تكشف عن استحواذ مرتقب في مشروع "الرويس"... المزيد
  • 12:48 . "بلومبيرغ": أبوظبي والرياض تجذبان كبار سوق "وول ستريت"... المزيد
  • 12:20 . نقل مباراة بشيكطاش التركي ونادٍ إسرائيلي إلى ملعب محايد بعد أحداث أمستردام... المزيد
  • 12:16 . الذهب يهبط لأدنى مستوى في شهر مع ارتفاع الدولار... المزيد
  • 12:14 . النفط يتراجع لليوم الثالث بسبب مخاوف الطلب وارتفاع الدولار... المزيد
  • 11:46 . "بتكوين" تتجاوز 85 ألف دولار وسط صعود قوي لـ"دوج كوين"... المزيد
  • 11:21 . الاحتلال يقر بمقتل أربعة جنود بهجوم شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 10:03 . إصابة جنديين إسرائيليين بعملية دهس في بيت لحم... المزيد
  • 01:49 . هل كان هدف ليفاندوفسكي صحيحاً؟.. حكم إسباني يجيب... المزيد

هل مات ضمير العالم؟

الكـاتب : أمل حمد المسافري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

معفّراً بتراب متطاير يحـــمل معه بقايا بيت ولد فيه.. ممسكاً بيد أمه التي اختفى رأسها بين الحطام وغدا جسدها من غير معالم، يناديها برقّة: أمي أين أنتِ؟ أمي استيقظي أرجوكِ.. تتناوب على ذاكرته صورها كالأحلام، تمرّ دون توقف: أمي استيقظي أرجوكِ، نادى وصاح وأعلى النـــداء: أمي استيقظي أرجوكِ.. هل قتلوكِ يا أمي؟ لا، لم يقتلوكِ بــل قتـــلوا روحي..

أيها الــعالم الظالم أين أمي؟ لمَ قتلتم أمي؟ أين ضميركم؟ أين أمي؟ هذا هو حال أطفال غزة، هذا هو وجــه إسرائيل التي تثبت للعالم مرة أخرى من خلال عدوانها الهمجي الغــاشم على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من أربعة أسابيع، أنها تمثل دولة مارقة خارجة على القانون، ضاربة كعادتها عرض الحائط بجـــميع المــــواثيق والأعراف الدولية، وكاشفة الوجه الحقيقي البشع لها، ومتمادية في غيّها دون رادع وهي تعلم تمام العلم أنها ستفلت من العـــقاب هذه المرة كما في كل مرة!

فهل مات الضـــمير العـــالمي أمام الجــــرائم المخزية الــــتي ترتكــبها إسرائيل بدم بارد في غزة؟ هل مات ضمير العالم أمام المجازر التي تُرتكب في حق المدنيين الفلسطينيين، ولا سيّما الأطفال منهم جرّاء استهداف القصف الإسرائيلي لمنازلهم وهدمها فوق رؤوسهم؟

أليس من الواضح للعالم أجمع أن سياسة التطهير العرقي التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني على حساب أطفال غزة، تعدّ خرقاً واضحاً لمبادئ حقوق الإنسان ولاتفاقية حقوق الطفل، بل ولجميع المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية على وجه الأرض؟!

لقد قتلت إسرائيل في عدوانها السافر على قطاع غزة المئات من الأطفال الأبرياء خلال قصفها مدارس القطاع وأحياءه المكتظة بالمدنيين العزّل، مبرّرة حدوث ذلك دائماً بأنه جاء عن طريق »الخطأ«، وهو ما نفته الأمم المتحدة التي أكدت قبل أيام أنها أعطت الجيش الإسرائيلي إحداثيات موقع مدرسة تديرها في القطاع بشكل دقيق ورسمي لمنع مثل هذا »الخطأ« من الوقوع.

إلا أن القذائف الإسرائيلية الغادرة أمطرت المدرسة، حيث كان الأطفال وأمهاتهم يتجمعون في ساحتها، التي كان من المتوقع أن يتم إجلاؤهم منها قريباً في قافلة للصليب الأحمر!

إن أطفالنا في قطاع غزة هم الذين يتحمّلون القسط الأكبر من جرائم إسرائيل الهمجية في القطاع، وهم الضحايا الأكثر في هذا العدوان، ومن يبقى منهم على قيد الحياة سيحمل آثاراً نفسية دائمة نتيجة ما اختبره وعاشه وشاهده من مناظر مرعبة وقاسية جداً، حيث يرى الأطفال أهلهم وأصدقاءهم وجيرانهم يدفنون بعد مقتلهم في الغارات الإسرائيلية.

لقد أشارت الإحصاءات الدولية، التي نشرت أخيراً، إلى أنه حتى قبل بدء العدوان الأخير على قطاع غزة، كان ثمّة نحو ستين ألف طفل في القطاع بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بعد هذا العدوان الهمجي.

وهو ما يجعل الحاجة ماسّة إلى الاهتمام أكثر بالرعاية النفسية لهؤلاء الأطفال وعدم إهمال هذا الجانب لديهم، وإيلائهم العناية النفسية والاجتماعية المناسبة، وتحديد تأثيرات هذا العدوان في صحتهم النفسية، وتوجيه الإرشادات والنصائح لأولياء أمورهم حول كيفية التعامل مع أطفالهم وأساليب توفير خدمات الدعم النفسي لهم.

واقتراح سبل لعلاج الآثار المترتبة عن هذا العدوان، والعمل الجاد على بناء برامج المساندة النفسية لدعم هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على تخطّي هذه المرحلة، وطمأنتهم وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والأمان والحماية لديهم، وتشجيعهم على مواصلة ممارسة الأنشطة اليومية التي كانوا يقومون بها قبلاً، لإعادة تأهيلهم التأهيل الصحيح.

إن إسرائيل بتجبّرها وطغيانها ستحصد ما تزرعه في نفوس هؤلاء الأطفال الذين يشهدون هذا العنف ويتربّون عليه ويعتادونه، ومن المرجح في كثير من الأحيان أن يلجأوا إليه بأنفسهم في مستقبل حياتهم.