نشرت قناة "Channel 4" تقريرا، تحدثت فيه عن تحول التعامل السلمي مع المتظاهرين السودانيين الذي أسقطوا الرئيس السابق عمر البشر، إلى التعامل بالعنف والقتل والسجن.
وجاء في التقرير الذي كتبته يسرى الباقر أنه "عندما أدت المظاهرات الجماهيرية في الربيع إلى سقوط الديكتاتور السوداني عمر البشير، كان المحتجون يأملون في انتقال سلمي إلى الحكم المدني. ولكن منذ ذلك الحين، كان رد الفعل وحشيا. مات المئات أو فقدوا".
وأضاف: "شدد رجل واحد قبضته على السلطة من خلال الذراع الأكثر وحشية للدولة، المعروفة باسم قوات الدعم السريع. الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن حميدتي (محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي) قام على ما يبدو ببناء قوته بمساعدة أموال من الاتحاد الأوروبي".
على الصعيد، نظم عشرات السودانيين وسط العاصمة الخرطوم، مظاهرة احتجاجية مطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، إلى جانب مظاهرة أخرى بمدينة المناقل بولاية الجزيرة (وسط).
وأفاد شهود عيان أن عشرات المحتجين بحي ناصر، وسط الخرطوم، طالبوا المجلس العسكري بنقل السلطة للمدنيين، كما نظم مواطنو مدينة المناقل موكباً مطالباً بالسلطة المدنية.
وأفاد ناشطون بأن قوات تابعه للدعم السريع فرقت تجمعات شبابية بميدان الربيع بمدينة أم درمان غربي العاصمة.
من جهته أعلن تجمع المهنيين السودانيين، الإثنين، في بيان على صفحته الرسمية على "فيسبوك" تنظيمه الثلاثاء، مواكب الريف والتي تنتظم في جميع الاقاليم، تحت اسم "تسليم السلطة للمدنيين".
ودعا التجمع إلى "تنظيم وقفات احتجاجية للمهنيين، وحملات إعلامية للتعريف بمواكب 30 يونيو التي يعتزم التجمع تنظيمها".
وفرقت قوات الشرطة والدعم السريع بالسودان (تابعة للجيش)، مظاهرة لمئات الطلاب والطالبات من جامعة "الرباط الوطني" بالعاصمة الخرطوم، طالبت بتسليم السلطة للمدنيين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، وذلك تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأعقب ذلك تطورات متسارعة، تلخصت في مطالبات بتسليم السلطة للمدنيين، قبل فض اعتصام أمام مقر الجيش بالخرطوم، في انتهاك حمّلت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، مسؤوليته للمجلس العسكري، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلا، فيما تقدر وزارة الصحة العدد بـ 61.
ومنذ أن انهارت مفاوضاتهما، الشهر الماضي، يتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة، خلال المرحلة الانتقالية.
وأعرب المجلس العسكري مرارا عن اعتزامه تسليم السلطة إلى المدنيين، لكن قوى التغيير تخشى من احتمال التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى. -