يتجه سعر برميل خام النفط القياسي برنت إلى خسارة نسبتها 2.3% هذا الأسبوع، في أكبر انخفاض أسبوعي له منذ يونيو الماضي، بموازاة خسارة أونصة الذهب 1.5% منذ بداية الأسبوع، وسط إقبال لافت على المعدن الأصفر والسندات.

وكسب برميل خام القياس العالمي برنت 0.1% إلى 44.12 دولاراً بحلول الساعة 7:45 بتوقيت غرينتش، ويتجه صوب انخفاض 2.3% في الأسبوع، وفقاً لبيانات رويترز، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3 سنتات إلى 41.34 دولاراً، ويتجه صوب أول هبوط أسبوعي في 5 أسابيع.

والتركيز اليوم على بيانات الوظائف الأميركية المقرر صدورها في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، والتي قد تطلق عمليات بيع إذ فاق التباطؤ المتوقع في التوظيف التقديرات، ومن المتوقع انخفاض معدل البطالة إلى 9.8% من 10.2%.

وقال ستيفن برينوك، من "بي.في.إم" للسمسرة في النفط، إن "مخاوف الطلب راسخة في صدارة ومركز اهتمام المتعاملين... ستجرى متابعة تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة اليوم عن كثب، وصدور رقم مخيب للتوقعات قد يكون المحفز القادم على الهبوط".

ويقول محللون لدى "إف.جي.إي" إن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا عالميا وتجدد فرض إجراءات العزل العام سيبددان الآمال في السحب من المخزونات النفطية لبعض الوقت. وأضافت "إف.جي.إي" أن شركات التكرير ما زالت تواجه ضغوطا لإبقاء معدلات التشغيل منخفضة، علماً أن النفط تعافى من إبريل، حين هبط برنت لأدنى مستوى في 21 عاماً عند أقل من 16 دولاراً وسجل الخام الأميركي لفترة وجيزة قيمة سلبية.

لكن خفضاً قياسياً للإمدادات منذ مايو تنفذه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، يقدم الدعم للأسعار. وبدأت "أوبك" في أغسطس تخفيف التخفيضات، ورفعت الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا وفقا لمسح أجرته "رويترز".

وفي سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، إذ تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية والأسهم العالمية، مما عزز الطلب على المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذا آمنا قبيل بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة، لكن الدولار القوي يضع الذهب على مسار تسجيل انخفاض أسبوعي.

سعر أونصة الذهب ارتفع في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1935.8 دولاراً بحلول الساعة 5:26 بتوقيت غرينتش، لينزل إلى قرب أدنى مستوى في أسبوع والذي بلغه أمس الخميس، علماً أن سعر الذهب تراجع 1.5% منذ بداية الأسبوع الجاري. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.2% إلى 1941.3 دولاراً.

المحلل لدى "إي.دي أند إف مان كابيتال ماركتس" إدوارد مير قال إن "ما نراه في الذهب هو قدر من الفرار صوبه في الوقت الحالي، بسبب أن أسواق الأسهم منخفضة... قد يساعد الذهب أيضا الانخفاض الحاد الذي نراه في العائدات الأميركية".

إقبال على الذهب والسندات

في السياق، أظهرت إحصاءات تدفقات أسبوعية من "بنك أوف أميركا"، اليوم الجمعة، أن المستثمرين ضخوا المال في صناديق السندات والذهب في الأسبوع المنتهي في الثاني من سبتمبر وتخارجوا من الأسهم، إذ تكبح المخاوف إزاء الانتخابات الأميركية الشهية للمخاطرة.

ويتوقع "بنك أوف أميركا" أن تظل الأسواق "متقلبة"، وأن يبلغ مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مستوى 3630 قبل الانتخابات الأميركية التي ستُجرى في 3 نوفمبر.

وقال "بنك أوف أميركا" إن صناديق السندات سجلت نزوح تدفقات بقيمة 22 مليار دولار، بينما استقطبت السندات المصنفة عند درجة جديرة بالاستثمار 16.6 مليار دولار، وهي ثالث أعلى تدفقات على الإطلاق لها.

وغذى ذلك مشتريات أصول للمصارف المركزية التي تبلغ 1.4 مليار في الساعة منذ مارس، حين تسببت جائحة فيروس كورونا في اضطراب الأسواق المالية.