أحدث الأخبار
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 06:49 . بسبب الحالة المناخية.. الدراسة والعمل عن بعد لجميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص... المزيد
  • 01:28 . "رايتس ووتش" تطالب أبوظبي بإنهاء الحجز الانفرادي المطول للمعتقلين وإسقاط التهم الموجهة ضدهم... المزيد
  • 11:14 . المستشار الزعابي: معتقلو الإمارات ضحية "نظام أمني قمعي" يتمدد في اليمن والسودان وليبيا... المزيد
  • 10:46 . البحرين تبحث عن مستثمرين في خط أنابيب لنقل النفط من السعودية... المزيد
  • 10:42 . مقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بأفغانستان... المزيد
  • 10:41 . وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.. رايتس ووتش تتهم ألمانيا بالتقصير في حماية المسلمين... المزيد
  • 10:38 . فينيسيوس يقود ريال مدريد للتعادل مع بايرن في نصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 08:09 . جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها... المزيد
  • 12:58 . برباعية أمام كلباء.. الوصل يتأهل إلى نهائي كأس رئيس الدولة... المزيد

الذين يبعثرون هدوء الأمكنة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-01-2018


نظر جميع الرجال وحتى النساء إلى تلك المرأة الغاضبة التي اجتاحت بهو الفندق تتطاير الكلمات الغاضبة من فمها، وهي تتحدث بفرنسية متمكنة، بدا واضحاً أن أحداً ما قد أغضبها، لكن أحداً لم يفهم عن ماذا كانت تتحدث، وبرغم أن الطقس في الخارج كان بارداً إلى حد التجمد، فإنها نزعت معطفها وجلست بثياب أقرب لملابس الصيف، وظلت تفور كمرجل دون أن تتوقف ولو لدقيقة واحدة، دون أن تعير أحداً من الحاضرين نظرة ولو خاطفة، كانت تتصرف وكأن لا أحد في المكان غيرها، أما ابنها الشاب الصغير الذي كان برفقتها فكان يركز عينيه ويديه على شاشة هاتفه، بينما هي توجه كل حديثها إليه، ما زاد في غضبها أكثر!

بقيت أكثر من ساعة على الحالة نفسها، وحين ضاقت ذرعاً بعدم تجاوب ابنها معها، دفعته إلى النهوض، ولبست معطفها، وانطلقت خارجة بالغضب نفسه الذي دخلت به، أخذت طاقتها السلبية وضجيجها معها، فتنفس الجميع الصعداء!

تذكرك هذه المرأة بأشخاص تعرفهم في حياتك، تشعر بأن لا شيء يبقى في مكانه إذا حضروا، يبعثرون الهدوء، جزيئات الهواء، صفاء النفس، يجعلون المكان معبأ بالتوتر والتشنج، متبرمون دائماً، أو غاضبون أو منزعجون، ينتقدون كل شيء وكل شخص وكل خدمة وكل قرار وكل خبر وعلى طول الخط، لا شيء يعجبهم ولا شيء يرضيهم، فكيف يمكن أن تكون الحياة مع هذه الشاكلة من الناس؟!

ذلك الشاب المسكين اعتاد على سلوك والدته الذي لا يطاق، فاخترع وسيلته الخاصة لاحتمالها ولإرضائها في الوقت نفسه، أن يلغي تفاعله مع سلوكها، بعد أن اعتاد وتشبع به، ووجد أن إصلاحه غير ممكن، لكن ماذا لو لم تكن والدته؟ لو كانت زوجته أو صديقته؟ في حديثه عن الأشخاص السلبيين، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لقد تخليت عن بعض أصدقائي بسبب إصرارهم على التفكير بطريقة سلبية، فلو كانت الشمس في وسط السماء لأصروا على عدم وجودها!!».

في الشتاء، حيث يصبح الطقس قاسياً بشكل لا يحتمل، فإن الجسد والروح يتأثران بحالة الطقس هذه، إذا كنت صاحب نفس سلبية سترى كل سيئات الحياة في ذلك الطقس، وإن كنت عكس ذلك فسترى كل ما يحميك من شراسة البرد، وستخرج باحثاً ومحتفياً بالحياة حيثما كانت، وسيكون آخر ما تتوقعه أن تنقض على مزاجك امرأة شرسة كتلك التي دخلت كعاصفة مالئة المكان بفوضى ضجيجها، وخرجت كإعصار!!