أحدث الأخبار
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد

اللحظة التي غيّرت حياتها!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-07-2019

اللحظة التي غيّرت حياتها! - البيان

تقول الصحيفة التي نشرت الواقعة إن الفتاة سعدى كانت أكبر إخوتها الثمانية، وكانت تفتتح عامها الخامس عشر عندما حملها والدها المزارع المُعدم إلى العاصمة، وأودعها منزل سيدة أجنبية كانت تعيش هناك، كان ذلك عام 1957، بعد ثلاثة أشهر قررت السيدة العودة إلى بلادها بشكل نهائي، ما جعل الفتاة تحزم متاعها لتعود إلى قريتها، وفي الطريق دخلت دكاناً لتسأل صاحبه المساعدة في كيفية الحصول على وسيلة مواصلات تقلّها، ويا لتصاريف الحياة!

فقد غيّرت تلك اللحظة الفارقة حياتها كاملة، بعد أن أوهمها صاحب الدكان وزوجته بأن بلدتها قد دمِّرت تماماً ولم يبق منها أحد على قيد الحياة، وبأنهما مستعدان لاستبقائها عندهما، وقد كان، غيّرا اسمها، محَوَا تاريخها كاملاً وسخّراها لخدمتهما، بل وزادا بأن راحا يُعِيرانها لخدمة بقية العائلة حتى توفيّا، فورثها بقية الأبناء، وبقيت تعيش الخُدعة والمأساة حتى بلوغها سن الخامسة والستين! وعندما لم تعد صالحة لشيء تم التخلص منها برميها في دار المسنين، وهناك تكشفت الحقيقة حين طلبت الدار الأوراق الثبوتية الخاصة بالمدعوة مريم التي هي في الأصل سعدى، لتنتقل القضية إلى أروقة المحاكم، في اللحظة التي كان القضاء يقول كلمته العادلة كانت سعدى تودّع الحياة!

كيف يحدث أن يتخلى الإنسان عن إنسانيته بهذا القدر، كيف استطاع هؤلاء الذين سلبوا الفتاة شرفها وحياتها وصحتها وحتى كرامة شيخوختها أن يعتبروا أنفسهم بشراً، ناهيك عن أن يستحقوا منزلة الإنسانية ابتداءً؟ والغريب أن تتعالى أصوات كثيرة هذه الأيام تدعو الناس ألا يفكّروا بغيرهم؛ لأنهم الأهم، وما عداهم لا أهمية له.

فكّر بغيرك وأنت تعد فطورك -يقول لك محمود درويش- فطورك وليس حياتك وحقوقك وكرامتك وإنسانيتك! فهناك كثيرون حولك بإمكانك أن تغيّر حياتهم، أن تعبر بهم إلى الضفة الأخرى من الحياة، كأن تقود فتاة تائهة إلى بيتها لتعيش حقها في الحياة، كما كان على صاحب الدكان أن يفعل، بدل أن يسرق خمسين عاماً من حياتها دون أن يطرف له جفن!